العدد 5648
الإثنين 01 أبريل 2024
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل
الإثنين 01 أبريل 2024


احتفلت مملكة البحرين مؤخرا بيوم الشباب البحريني، تقديرًا لدور هذه الفئة المهمة من المجتمع في المشاركة والتنمية، وتأكيدًا على ما وصل إليه الشباب من مكانة رفيعة، ولفتاً للانتباه للتحديات التي تواجههم في ظل التحولات التي يعيشها المجتمع والعالم. ولا شك أن مثل هذه الأهمية تظهر بصورة أكبر بالعمل على توفير المزيد من البرامج لدمج هذه الفئة في فعل التنمية والمواطنة، وتعزيز حضورها في الحياة الوطنية في مختلف المواقع والمناصب، والدفع بهم إلى صدارة الاهتمامات وتعظيم جهود استقطابهم لخدمة أنفسهم ومجتمعهم.
صحيح أن هناك جهودا جبارة بذلت وتبذل من قبل الجهات الرسمية والأهلية على هذا الصعيد، إلا أننا بحاجة إلى المزيد من الجهود لدفع الشباب نحو استيعاب دورهم التنموي، وفتح باب الحوار معهم. وعندما نتحدث عن الحوار، فإن الحوار في صورته التقليديّة، بل الحوار كما يفهمه الشباب وكما يريده، من دون الكتل التعبيريّة التقليدية. فبفضل الثورة الاتصالية هناك إمكانية لإطلاق الحوار الإلكتروني، كإحدى آليّات التواصل مع الشباب، وتسخير سائر الإمكانيات التي تعزز التلاقي، وتكسر سيطرة الجماعات التي تسعى إلى تكريس سيطرتها عليهم، وإعادة إنتاج فكرها من خلال دمجهم في مشروعاتها الخاصة. ونتوقع أن تكشف مثل هذه الحوارات الشبابية خصائص الشباب وشواغلهم وطموحاتهم وتطلعاتهم وطبيعة التحديات التي تواجههم، بما يساعد على بناء الاستراتيجيات المؤطرة لهم، باعتبار الشباب قوة المستقبل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية معا. وإننا واجدون في الحديث الثالث لجلالة الملك (إلى الشباب: نداء القلب والعقل) في أواخر مارس 2006م، والذي سبق أن توجه به جلالته إلى الشباب، باعتباره نصف الحاضر وكل المستقبل، رؤى ملهمة، نستمد منها التوجهات المرجعية للاهتمام بالشباب ورعايته، لما تضمنه هذا الحديث من تأصيل لدور الشباب في النهوض بنفسه والوطن، وتحويل حماسه إلى قوة إيجابية متفائلة وفاعلة ومنتجة، ضمن البناء العقلاني والتنويري للعقول لمواجهة التحديات الكبرى، والحفاظ على المكتسبات الوطنية، تأكيدا على القناعة بقدرة الشباب على قيادة بلاده نحو مستقبل أفضل، يسوده الاستقرار والسلام والازدهار. وهذا لن يتيسر من دون الاستماع إلى الشباب وتوفير احتياجاتهم والمساعدة على حل المشكلات التي تواجههم وفتح أبواب الأمل أمامهم في مختلف المجالات، منها بوجه خاص: الدراسة والعمل والشراكة.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية