لا أعلم إن كان قرائي الأعزاء قد عاشوا مثلما عشنا تلك اللحظات السعيدة ونحن نطرق أبواب البيوت لنحصل على حفنة من المكسرات مع حلوى بسيطة وبعض العملات التي لا تتعدى قيمتها المئة فلس، لقد كانت من أسعد لحظات حياتي التي لا تزول من الذاكرة أبدا، منتهى المحبة من أصحاب البيت واجتهاد من الأطفال للغناء والدعوة بالخير لأصحاب المنزل و"عيالهم"، ومحصلة ذلك الكثير من البهجة وحفنة يد بها أجمل شيء من الممكن أن نتوقعه "شوية مكسرات"!
لا مجال للمقارنة حتى أفتح النار على ما يحدث الآن، فناهيك عن استعدادنا للشهر و"الجلابيات" و"النقصات" أصبحت للقرقاعون ميزانية، فالأمهات الآن يعمدن إلى شراء أفضل "بوكس فارغ"، يحمل اسم البنت أو الصبي ويتم ملئه بما لذ وطاب من أفخم أنواع الشوكلاتة والحلوى! والحقيقة أن من حق الناس أن تفرح، خصوصا إن كان صاحب القرقيعان أول طفل في الأسرة فنتفهم الاهتمام المبالغ فيه، أما أن يكون عدد الأطفال في الأسرة أكثر من واحد وذلك الاهتمام يتكرر ويصبح لسنوات وسنوات، فمن أين لنا كل هذا، ولماذا نعمد إلى إثقال كاهلنا بالعديد من المسؤوليات والميزانيات؟ ولا أتكلم هنا عن المواطن المسكين صاحب الدخل البسيط، بل أتحدث عن جميع الطبقات التي تدين كل تصرفات التبذير وتعمد إلى عمله! لعل وعسى أن يكون باب "الحلطمه" هو المتنفس والمخرج لكل مشاعر الغلاء والضيق التي يعيشها المجتمع باطيافه!
ومضة
"قرقعوا براحه!" ولكم مني فكرة اعتمدتها مؤخرا فقط، قررت أن أشتري ميداليات بسيطة وأقدمها باسم أبنائي هدية للقرقاعون، في محاولة مني لتقليص نسبة السكريات عن فلذات أكبادنا، وتقليص "الخساير" أيضا، وكل عام وأنتم بخير.
كاتبة وأكاديمية بحرينية