الجميع يعرف قصة "القشة التي قصمت ظهر البعير" لأن لها جيلا لا يمكنه الفرار من صنوف الدهر إلا وأردف مستشهدًا بها، وهذا يجعلني أستحضرها اليوم في هذا المقال لتقريب وجهة نظر قد تتداعى لدى الكثيرين، ممن يكون لهم سقف عال من التوقعات قد تختلف في أهميتها وقيمتها من شخص إلى آخر، وهكذا أحوال قد تفرضها تداعيات عديدة منها مستوى الخبرة والمرحلة العمرية التي يظهر من خلالها تمايز التفكير وانطلاق ردود الأفعال الناجمة عن الكثير من الخبرات والتجارب.
ولنا في ذلك شاهد عيان مما نراه من محتوى لمنصات التواصل الاجتماعي التي لا تخلو عن يوميات يصح لها أن تكون قاصمة لظهور العديد من أصحابها بسبب الانعكاسات الناجمة عن المادة التي يتم تضمينها فيما يقدمون من خلال منصاتهم الخاصة، ومنهم من يبني تصورًا شخصيًا لمضمون المحتوى الذي يقدمه ويتخذ منه هواية وتسلية، هؤلاء لديهم توقعات عالية وقد يتوقعون النجاح والانبهار بكل ما يطرحون، وهو أمر جيد إن تم توظيفه بشكل عملي ودقيق، ونعرف هنا أن البعض قد اتخذ عدة استراتيجيات للظهور في العالم الافتراضي من خلال عدة رسائل يقدمها أو قضايا يتطرق إليها، لذلك فإن ظهور ما ينظم آلية الظهور الإعلامي في منصات التواصل الاجتماعي باتت من أهم الاحتياجات التي ستساهم بلا شك في فرض النظام الذي يتطلع له الجميع. ونشدد على أهمية هذا التوجه التنموي الهادف نحو الارتقاء بمنهجيات التواصل الاجتماعي وتجويد عمليات الظهور الإعلامي من خلال تلك المنصات، بالتأكيد، فإن ذلك سيساعد الكثيرين من عشاق التواصل الاجتماعي على البحث عن التخصصية لإتقان مهارات إعداد المحتوى الرقمي، وتوظيف الاستراتيجيات الحديثة وفنون التواصل.
كاتبة وأكاديمية بحرينية