العدد 5593
الثلاثاء 06 فبراير 2024
حرف الميم سالم
الثلاثاء 06 فبراير 2024


نعرج في مقالنا اليوم لتسليط الضوء على فئة تعشق البحث عن المعلومات والحقائق ذات الخصوصية البتة بغيرها من الناس، واعتادت المرور على تفاصيل حياة الآخرين في كل شاردة وواردة، لديها قناعة تامة بأهمية صناعة المحتوى الكلامي الذي تتصدر من خلاله كل مجلس، وتعتقد بأن قيمة وجودها في أي مكان تعتمد على حداثة الأخبار التي تنقلها عن فلان وعلان وفلتان، هؤلاء هم من يعشقون اللغو وفضول الكلام، يعيشون على أقتات الأخبار والإنجازات التي يقوم بها غيرهم، لديهم تساؤلات غريبة تمكنهم من الدخول في عمق حياة الآخرين عبر منهجية الاهتمام وحب المساعدة وتقديم النصح، هؤلاء يواجهون ضعف العلاقات مع مرور الوقت وتكرار المواقف التي تكشف عن تدخلهم المستمر في حياة الآخرين لدرجة قد تؤدي إلى ابتعاد الناس عنهم أو تفادي الدخول معهم في أية نقاشات.
وهناك فئة ممن يركضون وراء آخر مستجدات حياة الأشخاص المحيطين بهم، يتداولونها بروح المنافسة والسبق، ليكونوا ممن لديهم الخبر اليقين قبل هذا وذاك، فلا يمكن أن تمر بهم أصبوحة دون المرور والتعريج على مسامرات الأماسي كمن يكفل لنفسه البقاء وشحن صندوق الدردشة بأحدث المعلومات، هؤلاء فعليًا يتناسون أنهم قد يكونون على قدر كبير من ذات الأهمية التي تستحقها أنفسهم وجديرون بالاهتمام والتقدير، ويستحقون الالتفاتة ذاتها، لذلك علينا أن نعرف الحقائق التي تعكس واقع هؤلاء البشر، إذ إننا نراهم يمتلكون كل ما يكفيهم عن التدخل في حياة الآخرين، لكنهم للأسف لا يدركون من هذا النعيم إلا أقله، لأنهم يهابون المقارنة، وينظرون إلى ذلك باستنقاص قد يعرضهم للخوف والقلق الدائم، لذلك هم بعيدون عن تلك القناعة التي قد لا ترضيهم، لذلك أعزائي القراء وجب علينا الانتباه أثناء التعامل مع هذا النوع، واتباع منهجية "حرف الميم سالم"، والرد عليهم دائمًا بـ "ما أعرف" و"ما أدري"، فهي جديرة بتقويم سلوكيات أولئك الأشخاص.

كاتبة وأكاديمية بحرينية
 

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية