نطوي بنهاية هذا اليوم عاما ميلاديا كان حافلا بالإنجازات والتحديات على المستوى الوطني، يجعلنا نستبشر بمقدم العام الجديد بكل الخير والرفاه.
ويستمر جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، في قيادة المسيرة التنموية الشاملة بكل عزيمة وإصرار؛ من أجل تحقيق الأفضل للبحرين وأهلها من صغيرهم إلى كبيرهم. فعلى سبيل المثال، حرص جلالته، أيده الله، على توجيه كلمة سامية بمناسبة بدء العام الدراسي في 5 سبتمبر 2023، ليؤكد جلالته اهتمامه الشخصي بمتابعة المسيرة التعليمية لأبنائه وبناته المعلمين والطلبة وحرصه على تشجيع أجيال الغد وعماد المستقبل. 
أما على الصعيد الخارجي، فقد شارك جلالة الملك المعظم في العديد من القمم المهمة التي عقدت في العام الماضي، خصوصا بالسعودية والإمارات وقطر ومصر، والتي ناقشت قضايا الساعة، مثل التكامل الخليجي والتغير المناخي والعدوان على غزة، وعكس خطاب الاعتدال جوهر الدبلوماسية البحرينية المتزنة.
وشكل العام الماضي انطلاقة جديدة لقطاع الطاقة، عبر تدشين سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الهوية الجديدة لشركة “بابكو إنرجيز”، والتي تشكل فصلا جديدا في تاريخ قطاع النفط والغاز في البحرين.
كما اقترن ذلك بإعلان البحرين استراتيجيتها الوطنية للطاقة، التي تهدف لتعزيز الأمن البيئي، وبما يعكس الالتزام الوطني بالوصول للحياد الكربوني بحلول العام 2060.
وعلى الصعيد الاقتصادي، استمرت الجهود الحكومية لتعزيز مكانة البحرين التنافسية عالميا، وحققت مختلف الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة المالية والاقتصاد الوطني، مستويات نمو متقدمة في مختلف المؤشرات، وذلك يعكس الالتزام المهني لفريق العمل، الذي يسهر لمضاعفة حجم الاستثمار، وتوليد الوظائف، وتعزيز قدرات القطاع السياحي، وزيادة الإيرادات العامة غير النفطية.
أما على الصعيد الرياضي، فقد كان حصاد الذهب وافرا عبر ما حققته الرياضة البحرينية من مراكز متقدمة في البطولات العالمية والقارية والعربية، إذ أحرز الرياضيون البحرينيون أكثر من 100 ميدالية ذهبية في مختلف البطولات، ولعل أهمها الإنجاز الكبير الذي حققه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في بطولة العالم للقدرة التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما حققت البحرين إنجازات كبيرة في مجال معالجة تكدس الطلبات الإسكانية، واقترنت الأفعال بالأقوال، عبر إطلاق حزمة مشروعات وحلول إسكانية تسهم في خفض طابور الانتظار للحصول على “بيت العمر”، ولعل آخرها افتتاح سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مشروع شرق سترة الإسكاني.
أما على صعيد الملف الصحي، فقد شهد العام الماضي تحديثا شاملا في منظومة الرعاية الصحية، عبر التوسع في المراكز الصحية التي تسهم في تلبية التوسع العمراني والسكاني فضلا عن تأهب القطاع الصحي - الحكومي والخاص - لتطبيق الضمان الصحي للأجانب بالعام الجديد.
... ومازال في القلم مداد مستمر لتدوين الإنجازات الوطنية، التي نتطلع لأن تزيد وتيرتها ويتعاظم زخمها في العام الجديد. وكل عام والبحرين وأهلها بخير وصحة وسعادة.