بدا يوم أمس ثقيلا حزينا، إذ فقدت الكويت والخليج والوطن العربي قائدا حكيما أحب الجميع وأحبوه، وجاء إعلان الديوان الأميري الكويتي عن وفاة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل، رحمه الله، لتتوشح البحرين كما الكويت بثوب الحزن، فقد ذهب أمير العفو، الذي كرس حياته في خدمة وطنه ودينه وأمته، فجاءت سنوات حكمه للكويت قليلة بحساب الزمن، كبيرة بحجم الإنجازات التي حققتها الدولة الشقيقة بقيادة أميرها الراحل.

كل البيت الخليجي مكلوماً بفقد أحد أعمدته، وكل أهل الخليج يعتصرهم الحزن والألم بقدر ما يعتصر دار آل صباح وأهل الكويت الكرام، كيف لا والخليج كله بيت واحد. رحم الله أمير التواضع الذي كان همه وطنه وأمته، رحم الله من أفنى حياته من أجل أبناء شعبه، وجزاه المولى خير الجزاء، وأسكنه فسيح جناته.

ولأن البحرين والكويت عينان في رأس، فقد أمر ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، بالحداد على روح الفقيد الراحل المغفور له صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، وتنكيس الأعلام في مملكة البحرين لمدة ثلاثة أيام اعتبارًا من أمس (السبت)، كما وجه جلالته بإقامة صلاة الغائب على روح الفقيد اليوم بعد صلاة الظهر، في جميع مساجد البحرين.
رحم الله أميرا كان آخر عهده بالدنيا العفو والصفح والتسامح، وألهم أهلنا في دولة الكويت الشقيقة جميل الصبر وحسن العزاء، واثقين بأن أهل الكويت سيكونون على قلب رجل واحد تحت راية أميرهم السابع عشر صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، الذي سيكون خير خلف لخير سلف، وسيواصل بعزيمة أبناء الكويت مسيرة النهضة والبناء في الدولة الشقيقة.