“تهنئة”
(أتشرف بمناسبة العام الميلادي الجديد 2024 أن أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وإلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وإلى شعب البحرين الوفي، داعين الله عز وجل أن يكون عام أمن وسلام ورخاء).
ونحن ندخل عاما جديدا، نكون قد أبحرنا من جزيرة الماضي إلى الأبد، وودعنا وجهها الداكن وابتسامتها وحنجرتها وأنغامها. تركنا صورنا معلقة على جدرانها والمصابيح الصفراء تتناثر في فوضى معلنة أن ضياءها سيكون ضئيل الحجم طالما ابتعدنا عن الأمس مهرولين إلى الغد، فمواصلة الرحيل فرض واجب، وما من شيء يدوم أبدا، فقد كتب علينا الرحيل من واد إلى واد، من سنة إلى سنة أخرى. رحلة مستمرة وكأننا غيمة حانية متنازعة الألوان لا تعرف متى ستتبدد فجأة وتختفي.
دخولنا إلى العام 2024 يشبه التحرك باتجاه الباب وفتحه إلى طرق وممرات ومرافق لا نعرف عنها أي شيء، بعضنا سيقف ذاهلا يرتد إلى الوراء بلا وعي، ينظر إلى الممرات بحذر، يقترب منها ويمد كفه اليمنى بتردد، ما يلبث أن ينتفض وأصابعه تصطدم بالملمس البارد، حيث سيجد نفسه واقفا أمام مفترق طرق، وبعضنا سيطلق زفرات مليئة وأغنيات كطقوس البداية وسيمشي ويفتح الباب وسيعانق وجه المستقبل، والآتي وكما يقول الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر.. “أنت ذاهب لتكبر من جديد.. لا تضيع الوقت عبثا”.
كمواطن يخوض زحمة العالم في طرقات السعي، كل ما أتمناه في عامنا الجديد أن يعطينا الله الصحة والعافية لنواصل حمل الرسالة الصحافية، جنودا أوفياء ومخلصين لقيادتنا ووطننا، متحملين المسؤوليات الجسام التي يتطلبها العمل الوطني المخلص.
كاتب بحريني