تواجه مملكة البحرين تحديات متزايدة في مجال الأمن السيبراني، خصوصا مع تطور تقنيات الهندسة الاجتماعية. هذه التقنية، المعروفة أيضًا بـ “هاكر الإنسان”، أصبحت السبب الرئيسي لاختراقات الشبكات والوصول غير المصرح به إلى الأنظمة عن بُعد. في الربع الثالث من عام 2023، شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في هجمات الهندسة الاجتماعية، بما في ذلك زيادة في الخداع الإلكتروني (phishing)، والخداع عبر الرسائل القصيرة (smishing)، وغيرها من التقنيات.

الهندسة الاجتماعية تُستخدم لاستغلال نقاط الضعف البشرية وخداع الأشخاص للكشف عن معلومات حساسة أو إجراء أفعال تضر بأمنهم الرقمي.

تتضمن هذه التقنيات استخدام البريد الإلكتروني، الرسائل النصية، أو حتى الاتصالات الهاتفية للوصول إلى بيانات المستخدمين وفي بعض الحالات، طلب فدية للمعلومات. من خلال تطوير الوعي بمخاطر الهندسة الاجتماعية، تسعى البحرين لتعزيز استراتيجيات الأمن السيبراني والحد من هذه التهديدات. يتطلب هذا جهودًا متواصلة لتثقيف المستخدمين والمؤسسات حول أفضل الممارسات الأمنية وكيفية التعرف على محاولات الخداع. كما يشدد على أهمية التعاون بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة لمواجهة هذه التحديات المتقدمة في الأمن السيبراني.

في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن السيبراني، عقدت مملكة البحرين مؤخرًا النسخة الثانية من المؤتمر والمعرض الدولي العربي للأمن السيبراني (AICS). لقد أسهم هذا الحدث بشكل كبير في دعم جهود الأمن السيبراني بالمملكة، حيث قدم منصة لتبادل الخبرات والأفكار حول التحديات الحالية ومستقبل الأمن السيبراني. جمع المؤتمر خبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة استراتيجيات وحلول مبتكرة، وشمل جلسات تنفيذية وورش عمل تركز على تعزيز الوعي السيبراني ومناقشة قضايا الأمن الرئيسية. في ظل هذه الجهود المتواصلة، تواجه مملكة البحرين تحديات متعددة في مجال الأمن السيبراني، ما يحتم عليها الاستمرار في تبني تقنيات جديدة وتطوير المواهب المتخصصة. مؤتمرات مثل AICS تعزز هذه الرؤية، فهي تقدم فرصاً لتبادل الخبرات وتطوير الاستراتيجيات لمواجهة تحديات الهندسة الاجتماعية والتحول الرقمي. من خلال الابتكار والاستثمار في قدرات الأمن السيبراني، تسعى المملكة لبناء مستقبل رقمي آمن ومزدهر لمواطنيها، مؤكدةً أهمية الوعي المجتمعي والتعاون بين كل الأطراف لضمان بيئة رقمية آمنة.

خبير تقني