العدد 5531
الأربعاء 06 ديسمبر 2023
banner
القمة الخليجية والمسؤولية الدولية
الأربعاء 06 ديسمبر 2023

كان إعلان الدوحة الصادر عن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في الجلسة الختامية لاجتماع الدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في الدوحة، بحضور رئيس الجمهورية التركية كضيف شرف، واضحًا في كلماته، حاسمًا في عباراته، قاطعًا في دلالاته، واضعًا يده على ما يشغل فكر ويؤرق كل خليجي وعربي ومسلم في هذه المرحلة الحرجة، وفي ظل التحديات الصعبة، وفي خضم تلك الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل بلا هوادة ولا رحمة ولا قانون ولا رادع ضد أبناء قطاع غزة العزل، الذين يواجهون عدوانًا غاشمًا ويتعرضون لاعتداءات وحشية غير مسبوقة في تاريخ البشرية.
وبنفس الحسم والوضوح، كانت كلمات أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في افتتاح القمة الخليجية، الذي حرص على إعادة التحديد الدقيق والتوصيف الصحيح للقضية، ليؤكد أن الصراع في فلسطين ليس صراعا دينيا، ولا مسألة حرب على الإرهاب، بل هو في جوهره قضية صراع بين الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، ويؤكد أيضًا أنه كان يمكن تجنب المآسي لو أدركت إسرائيل حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، ليقطع أمير قطر المحاولات الرامية إلى إثارة البلبلة واللبس على جوهر القضية وإبعادها عن مضمونها.
إن الرسالة الجوهرية للقمة الخليجية، والتي قالتها بصوت عال وبحس إنساني وضمير أخلاقي، كانت للمجتمع الدولي ممثلًا في مجلس الأمن الدولي، الذي يحمل رسالة تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ومفادها ومختصرها “إنهاء الاحتلال وحل قضية الشعب الفلسطيني”، وعليه أن ينهض فورًا بمسؤولياته دون تأجيل أو مماطلة، ويعمل - كما حثت القمة الخليجية - على إنهاء هذه الحرب الهمجية، وإجبار إسرائيل على العودة إلى مفاوضات ذات مصداقية لتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية عبر حل الدولتين، فهذا هو الحل الذي ارتضاه الفلسطينيون والعرب وتوافق عليه المجتمع الدولي، وحتى لا يتعمق الشعور بالظلم وبعجز الشرعية الدولية. وإضافة إلى هذه القضية المحورية، فقد حملت القمة الخليجية الـ 44، بشائر للمواطن الخليجي، من بينها تأكيد ضرورة مواصلة تحقيق التكامل العسكري المشترك بين القوات المسلحة في دول المجلس، والتنفيذ الكامل والدقيق والمستمر لرؤية خادم الحرمين الشريفين لتعزيز العمل الخليجي المشترك، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة وتنسيق المواقف.
مؤنس المردي من الدوحة

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية