العدد 5528
الأحد 03 ديسمبر 2023
banner
أهمية الحوار بين الولايات المتحدة والصين
الأحد 03 ديسمبر 2023

شارك وزير الدفاع الصيني الجنرال لي شانغفو في قمة الدفاع الأولى في آسيا في حوار شانغريلا في سنغافورة يوم 4 يونيو 2023. وألقى كلمة انتقد فيها الولايات المتحدة؛ بسبب استخدامها لإستراتيجيات الحرب الباردة وحرية تحرك دوريات الملاحة الخاصة بها في بحر الصين الجنوبي. وأضاف أن الحرب مع الولايات المتحدة ستكون “كارثة لن يتحملها” العالم، وأن الصين تسعى للحوار لحل النزاع. وعلى الصعيد الآخر، دافع شانغفو عن قرار الصين بالإبحار بسفينة حربية أمام مسار سفينة أميركية تعبر مضيق تايوان؛ الأمر الذي وصفته الولايات المتحدة بأنه عمل “استفزازي” و “مناورة غير آمنة”. وقال إن دولًا من خارج المنطقة تثير التوترات، وأن الصين لن تسمح للدوريات البحرية للولايات المتحدة وحلفائها بأن تكون “ذريعة لممارسة الهيمنة على طرق الملاحة”.
بدوره وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي حضر القمة أيضًا، انتقد الصين؛ لرفضها إجراء مناقشات عسكرية، قائلًا إن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن مصالحها وقيمها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتعمل بشكل وثيق مع الحلفاء والشركاء لردع الصين. كما قال إن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع الصين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل تغير المناخ وعدم الانتشار، وأن “الصراع بين الطرفين ليس وشيكًا ولا حتميًّا. ويجب اتباع نسق الردع بقوة الآن - ومهمتنا هي الحفاظ على الوضع كما هو عليه”.
إن ما يميز العلاقة بين الولايات المتحدة والصين هذا العام (2023) هو تعميق التنافس الإستراتيجي وانعدام الثقة، ولكن أيضًا المشاركة والحوار المحدودين، ما أدى إلى زيادة حدة التوتر بينهما. فلدى البلدين مصالح وقيم متباينة بشأن قضايا مثل تايوان وهونغ كونغ والتجارة والتكنولوجيا وحقوق الإنسان والأمن الإقليمي. ولديهما أيضًا بعض الاهتمامات المتداخلة بشأن قضايا مثل تغير المناخ وعدم الانتشار والحوكمة العالمية. ويعد التحدي الذي يواجه كلا الجانبين هو كيفية إدارة خلافاتهما دون التصعيد إلى صراع أو فصل اقتصاديهما أو مجتمعيهما.
تعتمد فرص التعاون بين الولايات المتحدة والصين إلى حد كبير على استعدادهما وقدرتهما على ترتيب علاقتهما واتباع حلول عملية للتحديات المشتركة. ويجب عليهما المشاركة في الحوار واتخاذ تدابير بناء الثقة؛ للحد من سوء الفهم وسوء التقدير. 

من المرجح أن تظل العلاقة بينهما تنافسية ومثيرة للجدل، ولكن يمكنها أيضًا أن تشتمل على التعاون والمشاركة. سيحتاج البلدان إلى تحقيق التوازن بين مصالحهما وقيمهما، وإدارة خلافاتهما ومخاطرهما، والبحث عن أرضية وحلول مشتركة. سيكون لمستقبل العلاقة بينهما آثار كبيرة عليهما وكذلك على السلام والاستقرار والازدهار على الصعيدين الإقليمي والعالمي. إن الحوار بين هذين العملاقين أمر حيوي ومهم بالنسبة لنا جميعًا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .