بحلول ثلاثينيات القرن العشرين كانت البحرين في قلب دوَّامة تغيُّرات اقتصادية طالت المنطقة كلها. فاستقبلت كمياتٍ هائلة من السلع كانت تأتي من جميع أنحاء العالم، مما أتاح فرصًا جديدة للشركات المحلية، من ناحية، وانزعاج السلطات المختصة بالشأن التجاري في البحرين بشكل خاص من الكميات الهائلةٍ من السلع اليابانية المقلِّدة والتي تحمل ملصقاتٍ تفيد بأنها “صُنعت في إنجلترا”.
وفي (1934م)، أبدى المسؤولون القلق أيضًا بشأن الأسمنت الياباني “رديء الجودة”. وفي العام نفسه قرّرت السلطات التجارية عمومًا حظر استيراد الأسلاك رديئة العزل من اليابان. وسواءٌ أكانت تلك الخطوة بدافع الحرص على الجودة أم المنافسة التجارية، فإنها تشير إلى المساحة المتزايدة للسلعٍ الواردة من جميع أنحاء العالم في المجال التجاري بالبحرين، والتي أكدت ضرورة حماية العلامات التجارية.
ومن أبرز قضايا العلامات التجارية نروي قصةً مماثلة لما أشرنا إليه أعلاه بخصوص السلع المقلدة من بعض الدول في جنوب شرق آسيا التي تحمل ما يفيد بأنها من منتجة في دول صناعية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والقضية برزت عندما استخدمت صورة لنجمة السينما الصامتة، ثيدا بارا، والتي مثلت دور شخصية سالومي في العام (1918م)، حيث حاول تاجر عطورٍ من بومباي في العام (1939م) تسجيل علامة تجارية لزيت الشعر لقماني، وكانت صورة العلامة التجارية تظهر امرأة ترتدي ملابس متميزة وتخرج من وراء ستار، وهو دور على الأرجح في اقتباس لصورة الممثلة الشهيرة ثيدا بارا التي كانت تظهر في الأفلام الصامتة، ولاقى الطلب رفضًا قاطعًا من قبل الوكيل السياسي البريطاني الذي وصف العلامة بأنَّها “غيرُ ملائمٍة”.
وفي (1948م) تساءل مستوردٌ بحريني عمَّا إذا كانت أغلفة علب الكبريت، التي تظهر عليها سلَّة الزهور، والتي اعتزم استيرادها من تشيكوسلوفاكيا، قد تُوقع الشركة في مشكلةٍ مع الشركة السويدية الأصلية بشأن حقوق ملكية العلامة التجارية. واضطرَّت الوكالة إلى التعامل بشكلٍ متزايد مع قضايا المنافسة التجارية التي امتدت عبر أوروبا وآسيا والشرق الأوسط حيث تعمل الشركات البحرينية. وفي (1950م) وافقت الوكالة على نشر إعلاناتٍ تحذيريَّةٍ في الجريدة الرسمية ضد انتهاك حقوق العلامات التجارية، وتعليق نُسخٍ منها على لوحة الإعلانات بالوكالة.