بعد زهاء عقد ونصف، وفترات من التواصل وطلب وإعادة طلب عبر عدة محطات زمنية: 1902، و1907، و1913، لتنفيذ التلغراف اللاسلكي في البحرين تم السماح في العام 1914، ببدء العمل وانطلق المشروع ليرى النور، وتم الإذن باستخدام “حجر شبه مربع في أساسات مبنى اللاسلكي من قلعة البحرين.

ولكن في العام 1915، عندما أوشك العمل على الانتهاء من إنشاء المحطة اللاسلكية للتغراف، حدثت بعض العقبات التي تطلبت أهمية حراسة المحطة بتعيين “نواطير” بعدد كافٍ لحمايتها وللمحافظة عليها من أي ضرر كذلك الحفاظ على الأجهزة والمعدات في الموقع، واستجاب المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين آنذاك وأصدر أوامره بوضع حراس لحماية المبنى وما به من أدوات، ومن ثمّ إحاطة المبنى بحواجز من الأسلاك، حيث بدأ التلغراف عمله لأول مرة في البحرين، مارس 1916، كما تم افتتاح محطة في الكويت في ديسمبر من العام نفسه.

وتم إرسال رسائل التهنئة للمقيم السياسي في الخليج من المهتمين بالمحطة في خدمة التجار والتبادل التجاري والعمل الحكومي والإداري، وعلى رأسهم حاكم البلاد والحكومة، مما حدا بالمقيم السياسي في الخليج إلى أن يبعث برقيات تلغرافية لتهنئة كل المهنئين والتجار البحرينيين والبريطانيين والهنود ومجتمع العاملين في قطاع اللؤلؤ والمتعاملين به الذين طالبوا وتابعوا فكرة إنشائه منذ العام 1902، متأملًا أن تكون هذه الخطوة مفيدة لهم في الأعمال والتجارة حتى في العمل الحكومي.

وفي ردّهم على هذه البرقية أعرب التجار عن “خالص شكرهم” متمنين أن يتمكّنوا من “الاستفادة من المشروع”، في دعم الأهمية التجارية لقطاع اللؤلؤ كونه القطاع الرائد والفعّال للاقتصاد البحريني في عشرينات القرن العشرين وتحقيق الفوائد المؤكدة لهذه التكنولوجيا الحديثة آنذاك.

ورغم بعض العقبات، تم إنجاز خط التلغراف الجديد بنجاح باهر، وساعد السكان في بريطانيا والهند البريطانية على التواصل مع بعضهم البعض في غضون أيام بدلًا من شهور، أما سكان الخليج فقد استطاعوا التواصل مع الهند في غضون ساعات بدلًا من أسابيع. ولأن التلغراف كان تجاريًّا، فقد استخدمه التجار كذلك مما ساهم في إنعاش حركة التجارة بين الخليج والهند.