رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، إلا أنها تظل - اليوم وكل ويوم - البلاد العزيزة علينا بشعبها وأحيائها وتاريخها الذي يتحدث عن أمة العرب، كيف كانت؟ وماذا فعلت؟ وما هي قادرة على فعله دائماً؟ وهذا المقال ليس تحيزاً لمصر دون غيرها من أوطان العرب، لكن لأرض الكنانة مكانتها الخاصة جداً في نفسي، وفي قلب كل مواطن عربي، فهي حاضرة بيومياتنا، من ثقافة، وعلم، ومسرح، وأدب، وفكر، وتعليم، والقائمة تطول.
وكما ظهرت في الآونة الأخيرة، مع الانفتاح العولمي وخروج المنصات الرقمية، دول عديدة تروج بحماس لسياحتها المتعددة والمتنوعة، مقدمة للعالم السهول الخضراء، والينابيع، والأنهار، والموائد اللذيذة، تظل مصر ثابتة في الوجدان، وفي الروح التي لا تستنسخ، كمقصد أول وأخير في كل شيء، وأي شيء، وإن تعددت الخيارات من الدول الأخرى، وتنوعت.
وما يجمل هذه الوطن أبناؤه، فالمصريون أهل شيمة ونخوة وكرم، والضيف عندهم عزيز، وعلاوة على نضالهم المثير للإعجاب لكسب لقمة العيش والعلم والمعرفة، إلا أن مشاق الحياة لم تغيرهم إلا للأفضل، فهم شعب حباه الله بالخير، والمواقف والصبر، والقبول الجميل لدى الآخرين.
من لا يعرف مصر لا يعرف التاريخ، ومن لم يزرها لم يسافر من الأصل، فطابعها العام منذ الوصول الأول لمطار القاهرة الدولي، يحمل سحراً للمسافر، يذكره بأهمية الرجوع إليها، وزيارة أحيائها ومعالمها، ومطاعمها، ومقاهيها. مصر ليست مجرد رقعة جغرافية على الخريطة، إنما موطن كل العرب، وبيتنا جميعاً، نفرح لفرحها، ونحزن لأجلها، ونتمنى لها اليوم وكل يوم كل الخير، والتوفيق والنجاح.
* كاتب بحريني