احتلت المملكة العربية السعودية المركز الأول في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي من بين أكثر من 60 دولة في العالم، تاركةً ألمانيا في المركز الثاني والصين في الثالث، ونجحت المملكة في تحقيق 100 % من معايير المؤشر، ما يدل على التزامها القوي بتطبيق استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي وقيادة المستقبل التكنولوجي.
في إحدى مقابلاته، أشار وزير الخارجية السعودي بوضوح وصراحة إلى “الاستعمار الجديد” والمخاطر المحتملة التي قد تواجه المنطقة بسبب الذكاء الاصطناعي، في حال لم يتم التعامل معه بشكل شامل ومشترك، هذه التحديات هي من بين الأسباب التي تدفع المملكة العربية السعودية للتقدم في هذا المجال، وذلك من خلال وضع استراتيجيات وإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، والتي أصبحت القوة الدافعة وراء كل ما يتعلق بالبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة، وبصفتها جهة حكومية متخصصة، تلعب “سدايا” دورًا رئيسيًا في توجيه الاستراتيجية، وذلك بدعم من تمويل مخصص وأهداف وطنية محددة، كما شهدنا مؤخرًا إنجازات ملموسة لـ “سدايا” في إدارة 12 مشروعًا تقنيًا خلال موسم الحج.
أصبح الذكاء الاصطناعي الآن جزءًا حاسمًا من استراتيجيات الدول، حيث يلعب دورًا في تحسين رفاهية المواطنين وتعزيز الأمن القومي، ومثال واضح على ذلك الحرب التكنولوجية التي دارت بين روسيا وأوكرانيا، حيث لعبت التكنولوجيا دورًا مؤثراً وأصبحت تُستخدم كأداة سياسية من قبل الدول التي تمتلك القدرة على إدارتها. وتم إصدار هذا التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي مؤخرًا بواسطة Tortoise Intelligence، حيث يقوم بقياس أكثر من 100 معيار ضمن سبعة مؤشرات رئيسية، وتشمل هذه المؤشرات الاستراتيجية الحكومية، البحث والتطوير، الكفاءات، البنية التحتية، البيئة التشغيلية والتجارة.
في النهاية، يجب أن تجعل الدول الذكاء الاصطناعي ضمن أولوياتها الأساسية، لأنه يشكل مستقبلا مهما للقطاعات الحيوية كالأمن، السياسة، الصحة، التجارة وغيرها.
خبير تقني