“حج مبرور وذنب مغفور” لكل حجاج بيت الله الحرام، ونقدم تهنئتنا إلى القيادة السعودية وجميع الأطراف المعنية التي ساهمت في تنظيم وإدارة شعيرة الحج بكفاءة، وجهود متواصلة بذلوها للتأكد من راحة الحجاج وسلامتهم، ما ساهم في تأدية مناسك الحج بيسر وأمان.
وتواصل المملكة العربية السعودية إظهار الكفاءة والقدرة العالية في تنظيم هذه الشعيرة المباركة بنجاح وتميز في مجموعة واسعة من المجالات، بدءًا من الإدارة والأمن، وصولاً إلى الخدمات الطبية وغيرها من القطاعات، كما كان لاستخدام التكنولوجيا المتقدمة دورٌ مهم في تنظيم حج استثنائي هذا العام، والآن، مع انتهاء موسم الحج وبدء عودة الحجاج إلى ديارهم، مطمئنين وسعداء بأدائهم فريضة الحج بأمان وسلام، ندخل فصلاً جديداً في رحلتنا مع التكنولوجيا، فمن خلال هذه المواسم، يتم جمع كم هائل من البيانات، ما يفتح الباب أمام تحديات وفرص جديدة للعمل على تحليل ودراسة هذه المعلومات الضخمة.
البيانات المجمعة ثمرة جهود جبارة وتحضير مسبق، وهي تحمل معلومات قيمة تساهم في تحسين الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، بالإضافة إلى تطبيقات متعددة في مجالات أخرى مثل الأمن والطب والبنية التحتية. هذه المعلومات هي بوابة لتحقيق نقلة نوعية في مجال الأبحاث والدراسات، والتي قد تكون بداية لتحسينات وتطورات كبيرة، ومن الممكن أن تغير هذه الدراسات الطريقة التي ننظر بها إلى العديد من المجالات.
هذا العمل الجبار يجعل مكة المكرمة مدينة رائدة في استخدام التكنولوجيا والخوارزميات، ومثالا حيا للعالم بتجاربها واحتياجاتها المتزايدة، التي يمكن أن تصبح الدافع الأساسي لصنع المستقبل وتحقيق التقدم في مجال التكنولوجيا. والآن، الدور الأهم يأتي عبر تحليل هذه البيانات والاستفادة منها في بناء مستقبل أفضل للحج وأجيال المستقبل.
ختاما، المملكة العربية السعودية جمعت كنزاً من البيانات، وهي تواصل استغلال هذا الكنز بالطريقة الصحيحة لتحقيق التطور والنمو، ما يجعل هذا الكنز العمود الفقري الذي يمكن أن تستند عليه المملكة في مواجهة تحديات عالم مليء بالتكنولوجيا والبيانات الضخمة.

*خبير تقني