يعتبر الدكتور منصور محمد سرحان صفحة من صفحات السجل الوطني المشرف الكبير، شخصية مثقفة إلى أبعد الحدود ومتألقة، وعلمتنا سمو التطلع وصحة الاتجاه ومكارم الأخلاق، وفضائل الوطنية، وسجايا العروبة والإحساس بالمسؤولية والريادة في الحياة الإنسانية.
عندما تجلس مع هذه القامة وباعتباره طليعة الصفوة المثقفة في ريادة الفكر وعلم المكتبات، تشعر بخصائص وملامح تفرد بها في الحياة الأدبية، بل وأعتبره شخصيا أعجوبة من أعاجيب عصرنا النادرة، فقد زود نفسه بالمعارف منذ صغره واحتل الأدب قلبه وشغله عن كل شيء في الحياة، مستأثرا بكل ما فيه من قوة وفكر وعاطفة.
كان وما زال معلما وكل صفاته تضعه في مكان متميز، وسيظل اسمه على ألسنة أجيال وأجيال، وصورته أكثر لمعانا في ميدان الفكر والأدب والتوثيق، ذلك أن فضله في مسيرة المكتبات في مملكة البحرين امتد منذ السبعينات، تواصل وتفاعل مع معظم أدباء ومفكري البحرين، وعاصر الحركة الأدبية الحديثة وشهد ازدهارها وقوتها وعنفوانها، وشكل باجتهاده ووطنيته عصب الحياة الثقافية في ميدان الإنتاج والتوثيق، بدءا من كتابه الأول “الكتاب والمكتبات” في عام 1983، ثم كتابه الثاني “واقع الحركة الفكرية في البحرين 1940 – 1990” وتوالت بعدها إصداراته القيمة التي منها “المكتبات في العصور الإسلامية”، و”رصد الحركة الفكرية في البحرين خلال القرن العشرين”، و”رواد المكتبات التجارية في البحرين”، و”إبراهيم العريض في ذاكرة الوطن”، و”التعليم النظامي في مملكة البحرين.. البداية والتطور”، و”النقد الأدبي في البحرين خلال القرن العشرين”، وغيرها الكثير من الإصدارات، ومازال يمد الساحة الثقافية بوقود إبداعه وأفكاره.
عندما انتهيت من قراءة الكتاب الذي أهداني إياه، والذي يستعرض سيرة حياته، هبط علي الإعجاب كما يهبط المطر من السماء دون حسبان أو توقع، فابتهجت وأقمت في أعماق نفسي حفلة ترحيب. 
 كاتب بحريني