العدد 5352
السبت 10 يونيو 2023
banner
"حُفرُ" الشوارع!
السبت 10 يونيو 2023

تُصنّف الشوارع – باعتبارها المكون الأساس والشريان الحيوي الذي يُنظم بوصلة الحركة السكانية والفيزيائية، وتنطلق على أساسه مخططات المدن – حسب طبيعة استعمالها وحجم ونوع الحركة إلى شوارع سريعة ورئيسية وثانوية وذات خدمات محلية ومعابر سيارات تمرّ بها لأهمية الصلات التي تتم بواسطتها حسب نوعية وموقع المؤسسات التي ترتبط فيما بينها، عوضاً عن الشوارع ذات الاستعمالات الخاصة بما تكون عليه من عرضانية وطولانية عند التخطيط في ميلانها وانحنائيتها، سيّما في شوارع الاختراق السريعة التي تنقل الركاب عبر الأرصفة والممرات، واستيعاب وسائط النقل المشترك في حالتي الصعود والنزول بمداخل الأبنية والأسواق والمجمعات في الشكل الطبيعي الحر الذي تفرضه الطبيعة الطبوغرافية عند براعة المخطط وتكيّفه في عملية الربط المثالي بين الأشكال والأساليب والأسس العلمية للتخطيط والهندسة للطرق التي تخترق المدن مع شبكة المواصلات العامة.
يُشار لتلك الشوارع المُصنّفة المُتاحة للاستخدام العام، بأنها واحدة من البُنى التحتية العامة المملوكة للدولة بما تتضمنه من بُنى تحت الأرض وعند السطح في جسم الطريق الذي يتكون من رصيف ملوّن جانبي وغطاء صرف وسطي وعمود إنارة علوي، وتُحدّد بأُطُر السلامة البشرية عليها من أجل التعديل على فعاليتها في الظروف المحلية وتقييم عيوبها المحتملة التي تحدّ من تعرضها للتخريب والأعطال وتعزيز السلامة الطُرُقية لمستخدميها بإضافة العنصر الوقائيّ للمنهجية التصحيحيّة المعتمدة في حقل البُنى التحتية ومراجعة نِسَبَ الحوادث والوفيات، وإضافة أعمال الكشط وإعادة السفلتة وطلاء الأرصفة والمطبّات الصناعية وخطوط المشاة التي تُحسّن المشهد المروري العام.


نافلة: 
الجهود المبذولة من لدن وزارة الأشغال والجهات الرديفة كالمرور والكهرباء والماء والمجاري والاتصالات وغيرها في عمليات التخطيط والتنفيذ لمشروعات البُنى التحتية وتسهيل انتقال المواطن والمقيم في يُسر وأمان في مختلف محافظات مملكة البحرين، تبقى محلّ تقدير وإشادة من الجميع، إلا أنّ ما تبدو عليه بعض الطرقات السريعة والشوارع الداخلية من حالة "رخوة" بسبب الحفر التي تتنوع مُسببّاتها ما بين التشققات المهترئة أو التعرّجات الخطيرة أو الانزلاقات الأرضية أو الهبوط المفاجئ أو التهالك الأرضي في طبقات الأسفلت نتيجة كسر في خطوط المياه العذبة وخطوط تصريف الأمطار أو تلك الحفر التي صنعتها الأيادي البشرية تاركة إيّاها دون صيانة تامة مؤديةً لحوادث خطيرة وبعضها مميتة، فضلاً عمّا يُصاحبها من إتلاف لإطارات السيارات وهيئاتها الأمامية وتطاير الحصى على الزجاج في تلك المسارات المتهالكة التي يرتادونها ذهاباً وإياباً؛ فإنّ ذلك يستدعي مُعالجات سريعة وفق اشتراطات معتمدة ومواصفات عالمية.

كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية