العدد 5325
الأحد 14 مايو 2023
banner
لو كنتُ نائباً بالبرلمان!
الأحد 14 مايو 2023

أتابع عن كثب أداء المجلس التشريعي، والأمر ليس جديدا علي، فقد كنت معنية بشؤون المجلسين منذ نعومة أظافري، سواء في الصحافة المحلية عندما كنت أعمل كمحررة، أو في مراكز الأخبار عندما كنت مراسلة، أو على صعيد الحوارات السياسية أو ما يخص المجتمع والسادة المشاهدين في عملي كمحاورة تلفزيونية.
والحقيقة أنني أسأل نفسي في كل مرة، وعلى مدى متابعتي جميع المجالس التشريعية منذ أول تجربة إلى الآن ماذا لو كنت نائبا؟ هل سأجعجع كثيرا ملء السماوات والأرض لإثبات ذاتي للسيد المواطن في أداء تمثيلي مسرحي يفوق الحاجة إليه؟ أم أنني سأنسلخ عن جلدتي لأظهر نفسي بما يروق للآخرين؟ أم أن “الشو” الاجتماعي والوصول إلى قبة البرلمان سيكون وجاهة كافية لا تكلفني عناء قراءة المشهد بشكل صحيح، هذا إن كنت أجيد القراءة حقا! السادة النواب وبأدائهم المتفاوت عبر أكثر من عشرين عاما يجب أن يحمدوا الله كثيرا على وجودهم بين شعب طيب وأصيل كالشعب البحريني، شعب “صايد الحطة”، لكنه “أوعى وأرقى” من أن يلجمه صراخ أو مشهد تمثيلي لممثل قد يكون فشل سابقا في الالتحاق بحلقة درامية، الشعب البحريني الواعي يحتاج منك أيها النائب أن تعمل على نفسك أولا وكثيرا، وأن تقرأ وتراجع كثيرا، وأن تستشير فما خاب من استشار. في خضم الأحداث العالمية والضيق العام والأزمات المالية، ما سيثلج صدر المواطن هو وعيك وثقافتك ومحاولاتك الجادة في الاهتمام بالشأن المحلي، صدقني سيدي النائب، شعب كالشعب البحريني يستاهل منك عناء البحث والتجديد والرجوع إلى ما انتهى منه السابقون، فلا حاجة إلى أن تخترع العجلة من البداية!
ما يحتاجه المواطن أن يرى بأم عينيه المساعي الجيدة والمحاولات الحقيقية، فلا داعي للشعارات الرنانة، والدعايات الشخصية، فبعد خبرة تفوق العشرين عاما، البحريني يحتاج منك أن تهتم به، لا أن تهتم بنفسك عزيزي النائب!.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .