تمر في شهر أبريل من كل عام على الأمة العربية وإقليم الأحواز وشعبه ذكرى احتلال النظام الفارسي للأحواز، فبعد ثمانية وتسعين عامًا من هذا الاحتلال مازال النظام الإيراني يُمارس الانتهاكات بأنواعها ضد أرض وشعب الأحواز العربي، صادًا كُلَّ القرارات العربية والإسلامية والأممية التي تدعوه لفك قيد الاحتلال عن هذا الإقليم وإعطاء شعبه ما يبتغيه من الحرية والاستقلال. وكما أهدت بريطانيا فلسطين للصهاينة قامت بإهداء إقليم الأحواز للفرس. فالأحواز أرضٌ عربية، وتفصلها عن الدولة الإيرانية “سلسلة جبال زاجروس شرقًا، ويحدها غربًا الخليج العربي، وشمالًا سلسلة جبال كُردستان العراق، وجنوبًا مضيق هرمز”، لذا، فهي امتداد طبيعي للجغرافيا العربية، ولا صلة ترابية وطبيعية لها مع الجغرافيا الإيرانية.
وترمي حركات التحرير الأحوازية والشعب الأحوازي إلى تخليص بلادهم من استعباد النظام الفارسي، وانتهاكاته الدائمة من اعتقالات وسجون وتعديات على كرامة الحرائر اللاتي يُشاركن الرجال في معارك الاستقلال والحرية، وبعد هذه السنوات لا يزال الشعب الأحوازي يُعاني من انتهاكات الاحتلال لحقوق الإنسان وجرائمه العنصرية الممنهجة بحقه، ومازال الأحوازيون مُتمسكين بحقهم في أرضهم، وهو حقٌ فشل المُستعمر الفارسي وأذرعه في استئصاله، كما فشل في زرع حالة اليأس بين هذا الشعب في الداخل والخارج.
يُمثل الاحتلال الفارسي للأحواز جوهر الصراع العربي ــ الفارسي، كما أنه وصمة عار في تاريخ إيران، وفي تاريخ العلاقات العربية الإيرانية، ويتذكر أبناء الأمة العربية هذا اليوم بأسى شديد، فهو لا يختلف عن ذكرى احتلال فلسطين ولواء الإسكندرون والجولان والجُزر العربية الثلاث ومزارع شبعا، فالعدو المُحتل واحد وإن اختلفت جنسيته، فهذه الأراضي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وشهادة على عُمق الترابط العضوي والقومي للعرب الناهضين لنصرة قضاياهم القومية من أجل تحرير هذه الأراضي من براثن محتليها.
بعد احتلاله إقليم الأحواز قام النظام الفارسي بفرسنة الإقليم بهدف تغيير هوية الإقليم وهوية شعبه العربي ــ كما فعل الاحتلال الصهيوني بفلسطين وشعبها ــ فقام بتغيير أسماء المُدن والمناطق ومنع ارتداء اللباس العربي، والتخاطب باللغة العربية وتعليمها، ومازال هذا الإقليم ليومنا فريسة للاحتلال الفارسي الذي تتجدد جرائمه كل يوم.
* كاتب وتربوي بحريني