تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وصلت إلى مدى مخيف، ولا تتعجبوا لأنني استخدمت كلمة “مخيف” في هذا الوصف، لأن التطور الذي وصلت إليه هذه التكنولوجيا يجعل الإنسان في حيرة ولا يدري هل يفرح أم يحزن لذلك التطور، فقد كنت أتخيل أن أقصى ما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي هو مساعدة الإنسان في أداء مهماته اليومية وجعل حياته أكثر سهولة عن ذي قبل، لكنني لم أتخيل أن يأتي اليوم الذي يقوم فيه الذكاء الاصطناعي بإلغاء الذكاء البشري وجعل الإنسان يعطي عطلة طويلة لدماغه ويقوم بالاعتماد على تطبيق إلكتروني يصنع له ما يريد دون عناء.
التطبيق الذي أقصده هنا هو تطبيق يسمى “تشات جي بي تي” الذي أطلقته شركة open Al قبل أشهر قليلة ليقوم بشكل مدهش بكثير من المهمات التي يحتاج الإنسان العادي إلى وقت كبير لكي يقوم بها إلى جانب مميزات أخرى، فهذا التطبيق يمكنك أن تتعامل معه وكأنك تتعامل مع إنسان عادي أمامك توجه إليه الأسئلة وتطلب منه إعداد موضوعات أو مقالات أو أي محتوى تحتاجه، وبالتالي يمكن استخدامه في مجال التعليم والطب.

هو كائن أسطوري يكتب موضوعات متكاملة في أي تخصص ويكتب روايات ويقوم بسرد الشعر ويعمل كمترجم، ويمكنك من خلال هذا التطبيق حل مسائل رياضية أو مطالبته بكتابة تقارير أو القيام بتلخيص موضوع معين بالنيابة عنك، فماذا بقي للإنسان؟

لقد أنتج هذا التطبيق 15 كتابا في الولايات المتحدة، وهذه الكتب يتم بيعها بثمن زهيد على تطبيق أمازون.. فما الذي يمكن أن يحدث في مستقبل الأيام وإلى أي مدى سيقوم الذكاء الاصطناعي بإلغاء ذكاء الإنسان؟

* كاتبة وأكاديمية بحرينية