العدد 5191
السبت 31 ديسمبر 2022
banner
“بيرماكرايسيس”
السبت 31 ديسمبر 2022

هذا العنوان ليس من باب التخريف اللغوي أو التحريف اللغوي لو قلبنا الخاء إلى حاء، لكنه عنوان ووصف دقيق للعام المنتهي بكل ما ورد فيه.
هذا العنوان من أبرز ما تعلمته من القراءات الكثيرة التي تحدثت عن العام المنتهي خلال الأيام الماضية، فقد كتب الكتاب عن هذا العام بكل اللغات كلاما كثيرا جدا، ووصفوا ما جاء فيه من أزمات العالم ومعاناة بني البشر، وعبروا عن تمنياتهم بأن يكون العام الجديد ٢٠٢٣ عاما أفضل من سابقه الذي شهد أحداثا ملأت نفوس الناس بالاكتئاب، لكن ليست الأمور بالتمني، فالعالم يجني ما زرعت يداه.
لكن من أجمل وأدق ما قرأناه من أوصاف للعام المنتهي هو وصف استخدم كلمة واحدة تم صكها من جديد ودخلت إلى المعجم، وهي كلمة تعبر بدقة وإيجاز محكم عن حالة العالم وأزماته المتواصلة، وكأن كل أزمة تلد أزمة أو تأبى الرحيل قبل أن تضعنا في خضم أزمة جديدة.
هذه الكلمة الوليدة التي دخلت المعجم حديثا هي كلمة “بيرماكرايسيس” ومعناها الأزمة الدائمة، وقد تم صكها من كلمتين إنجليزيتين هما كلمة “بيرمينانت” التي تعني الاستمرار أو الدوام وكلمة “كرايسيس” التي تعني الأزمة، وبالتالي فهذه الكلمة التي تبناها خبراء اللغة في مؤسسة كولينز تصف حالة العالم في ظل الأزمات التي لا تنتهي، وهي كلمة واحدة ولكنها تقدم وصفا دقيقا لحالة العالم ومعاناته في عام ٢٠٢٢. وقد شاع استخدام هذه الكلمة في وصف المصاعب التي تواجه العالم، واستخدمتها مجلة الإيكونوميست البريطانية في افتتاحيتها ضمن عددها السنوي الذي تناولت فيه أحداث العالم في العام المنتهي ٢٠٢٢ الذي شهد ثلاث أزمات أساسية هي الحرب الأوكرانية وأزمة الطاقة والتضخم العالمي خصوصا في أسعار الطعام والوقود، كما استخدمتها مجلة “سبيكتاتور” كعنوان لطبعتها الدولية لتعبر عن تداعيات الأزمة الدائمة التي يعيش فيها العالم والتي يتوقع أن تستمر في العام الجديد.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .