العدد 5130
الإثنين 31 أكتوبر 2022
banner
الفئران التي لا تتعلم
الإثنين 31 أكتوبر 2022

الفرق الأساسي بين الإنسان والحيوان، هو أن السلالة الواحدة من سلالات الحيوان التي تعيش مليون سنة لا يتعلم جيل فيها من جيل، الفأر يتم اصطياده اليوم بنفس الطريقة التي كان يصطاد بها منذ مئات أو آلاف السنين.. مصيدة وقطعة خبز، أما الإنسان فبالعكس، انه يعرف التاريخ لذلك يتعلم ويتقدم، وكالعادة تجرب الإنسانية حلولا كثيرة لاجتياز مشاكلها حتى تستقر على حل أو عدة حلول.
الإرهاب والتطرف مصل قاتل في كل المذاهب والنظريات والنظم والمجتمعات، ومع ذلك لا تزال هناك عقول تمجده وتحميه بكل الامتيازات، وتعمل على توطينه، ويمكننا أن نشبه هؤلاء بالفئران التي يتم اصطيادها بنفس الطريقة منذ مئات أو آلاف السنين ولا تتعلم. الانتحاريون والإرهابيون في كل أنحاء العالم عقولهم كعقل الفأر تماما، لأنهم لا يتعلمون ولا يدركون حجم الضرر الذي يرتكبونه ولا طريق الهلاك الذي يسلكونه، وعقولهم الصغيرة لا تستوعب حقيقة أن جميع الأديان منعت إبادة الجنس البشري ونبذت الإرهاب والتطرف وإراقة الدماء، وبالتالي يحق لنا أن نشبههم بالفئران التي لا تتعلم، لأنهم بالفعل لا يتعلمون مهما بذل معهم من تربية وتوعية.
الإنسان هو العماد الذي يقوم عليه المجتمع، والسر الذي يضمن له استقراره وتقدمه وازدهاره، والانتحاريون والإرهابيون لا يمكن أن يكونوا بشرا أسوياء خصوصا إذا قاموا بأفعالهم الشنيعة في حق المجتمع مرات عديدة، تفجير تلو الآخر، مذبحة تلو الأخرى وهكذا دواليك، ولا يحركهم أي إحساس بالذنب في قتل الأبرياء. من الباب النظري هم ليسوا بشرا، إنما حيوانات تحتاج إلى عنصر المعجزة للتفكير والتفريق بين الصح والخطأ، والظلام والنور، وإن قتل النفس أيا كان من كبائر الذنوب.
من يقوم بأعمال التخريب والفساد، من قتل وتفجير، وتدمير للممتلكات وهو يعرف أن هذه الأعمال إجرامية وخطيرة ومحرمة ويقدم عليها مرارا وتكرارا، لا يجوز أن نطلق عليه إنسانا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .