يتبادر إلى الذهن أحياناً لدى بعض الأشخاص السؤال عن سبب فرحنا بانقضاء عام من عمرنا، وهو سؤال لا أعتقد أن أحداً لم يسمع به من قبل.
ويجر هذا السؤال في الواقع أسئلة أخرى تحاول أن تجد تفسيراً لسلوكيات وتصرفات وانفعالات ربما لا تكون منطقية؛ مثل أن نسجل إعجاباً على خبر حزين في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنه لا يوجد خيار غيره أو أسرع للتعبير عن الحزن، فنضطر إلى تسجيل الإعجاب! أو أن نكتفي برسالة (واتساب) فقط لمواساة أحدهم، وهي تصرفات باتت تتسم بشيء من الاستقرار في أعرافنا الاجتماعية، رغم أنها قد تنافي الكثير من معتقداتنا، فهي ليست مثل الأعراف النقيضة ذات الطابع الشكلي كاعتبار اللون الأبيض في الصين لوناً للموت والحداد، بينما يعبر عن الفرح في دول أخرى من دول العالم، إنما هي مغالطات يمكن لها أن تتوارث وتصبح جزءاً طبيعياً واعتيادياً من النظام الاجتماعي المتعارف عليه، وبهذا يكون العكس الصحيح هو الخطأ المرفوض!
على أية حال، هذا لا يجعل النظر إلى انقضاء العام حزيناً برأي البعض، بل هو مراجعة دقيقة وصريحة مع النفس لما جرى وانقضى في العام الماضي، ومن ثم مكافأة النفس من ناحية الإنجازات التي تحققت طالما بُذل الجهد واستُعين بالصبر، وعتاب لعدم تكرار الأخطاء من ناحية أخرى، وتجدد لطاقة أهداف ستستمر أو ستُستحدث بفسحة من الأمل لمستقبل أفضل، وبالتالي حري بنا أن نفرح بانقضاء عام، وأن نتمنى أعواماً مقبلة ملؤها الفرح والإنجاز لنا ولأحبائنا.