ظاهرة خطيرة أحسبها بدافع من الظروف التي يمر بها الوطن العربي سياسيا واجتماعيا وفكريا، تتفشى بين كتاب يمثلون وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين اتخذوا من وسائل التواصل الاجتماعي منبرا لبث روح التعصب الحاد والكراهية وعزل الشباب عن أصوله وبتره من جذوره، والترويج لثقافة العداء مع أصحاب الديانات الأخرى ومفاهيم متحجرة. تجد كل واحد منهم يقبل ويدبر ويكر ويفر في حركة واحدة أشبه بحركة الراقص المنتشي، ويأخذ على عاتقه مهمة الإرشاد والإصلاح في الظاهر، لكنه في الباطن يحتل أعلى المراتب في التحريض وحملات شنعاء حاقدة على كل من لا يتفق معه في الفكر والعقيدة وينظر إليه على أنه مجرد نثريات في الحياة لا لزوم لها.

خطورة هذه الظاهرة المعلنة لا ترجع إلى الخراب الأعمق الذي يكمن خلف الحسابات بوسائل التواصل الاجتماعي، ومظاهر التردي الأخلاقي فيها، لكن الخطورة تكمن في ازدياد الكتاب الذين يوالون جماعة الإخوان المسلمين في استغلال حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي لزرع بذور الحقد والتفرقة والخراب في المجتمع، والتحريض على الآخرين.

قد تكون البداية مثل نقطة في بحر، لكن مع مرور الوقت قد تزداد الأفكار المنحرفة والجبهات المعادية لتكون في النهاية مثل البركان الثائر. هناك سياسة ضمنية يتبناها هؤلاء المشتغلون في حساباتهم الشخصية ذكرها المفكر والباحث والخبير الاستراتيجي الإماراتي جمال السويدي في كتابه القيم “جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.. الحسابات الخاطئة”، وبطبيعة الحال الوضع ينطبق على بقية دول الخليج والمتمثل في العمل في الحقل الإعلامي وكتابة الآراء فيه ومن ثم بلورة الإطار العام للتحرك وفق الظروف المحيطة والقدرات الممكنة والمأموريات المقررة في الاستراتيجية والخطة الممكنة.

دعونا نحجزهم في الزاوية الحرجة ونوقفهم، فعداد السرعة بدأ يسجل أرقاما تصاعدية ومن السهل جدا معرفتهم والوصول إليهم والإحساس بأظافرهم وهي تغرز في راحة يد الوطن.