لم يكن أمرا مفاجئا إعلان الحكومة اللبنانية إفلاس الدولة والمصرف المركزي، فلبنان الذي عاش سنوات الازدهار والتخمة في الفترة من “1945 – 1965”، حيث تميزت تلك الفترة بالنمو الاقتصادي السريع نتيجة توسع الخدمات، خصوصا المصرفية، وأيضا وجود نظام ليبرالي لا يحد من انتقال الأموال ولا ينالها بالضرائب العالية كما يحصل اليوم، ولعل من أهم الأسباب التي أوصلت لبنان إلى هذا الحد وضبابية صورة المستقبل، هو ترك الحبل على الغارب للنظام الإيراني وأتباعه كحزب الله الإرهابي في تقويض المجتمع وبنيته الاقتصادية، ما تسبب في هجرة الكفاءات، وهناك أرقام مخيفة مثبتة تعطي صورة عن فقدان لبنان أبناءه المهرة.

لقد كان واضحا أن الاقتصاد اللبناني لن يستطيع الصمود والدفاع طالما أن البلد مخطوف من قبل عصابة حزب الله الإرهابي وتحكمها في الميزان التجاري دون خوف، وعند إعادة النظر في البنية الاقتصادية اللبنانية سنكتشف هيمنة حزب الله وما تسببه من انعدام مجتمع العدالة والإنتاج، والتخلص من القيادات الوطنية الأمينة على مصالح الشعب والقادرة على تعبئة كل طاقاته من أجل التخلص من جرثومة حزب الله وتطهير الأرض اللبنانية منها، وكثيرا ما يتباهى هذا الحزب الإرهابي بأنه يأخذ لبنان إلى الطريق الصحيح في حين أنه المصدر الأول للمأساة التي يعاني منها الشعب.

لبنان وبسبب الطائفية وحزب الله الإرهابي لم يحقق أية منجزات تنموية تذكر منذ عقود طويلة، وحاولت دول الخليج الوقوف مع البلد الشقيق ومساعدته كلما سقط واحتاج إلى يد المساعدة، لكن توسع وسيطرة عصابة حسن نصر الله تضع استراتيجية تخريبية من أجل القتال والمذابح، ومنح مزيد من الامتيازات للصوص والعملاء، وفتح الباب على مصراعيه لتهريب الأسلحة والمخدرات في المنطقة.

معظم العيون كانت ترى مؤشر إفلاس لبنان بوضوح، لكن آذانهم لم تسمع الإنذار بشكل جيد وهذه هي النتيجة.