العدد 4906
الإثنين 21 مارس 2022
banner
الباحثون عن النفط
الإثنين 21 مارس 2022

وصفت مستشارة الرئاسة السورية لونا الشبل العقوبات الغربية على روسيا مثل من يقطع أنفه نكاية بوجهه، توصيف وقع في مكانه بشكل دقيق، إذ إن العقوبات التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها على موسكو أضرت بهم بشكل كبير، وهو ما يمكن رؤيته بوضوح فيما يتعلق بالعقوبات التي استهدفت مصادر الطاقة، والمتمثلة في وقف استيراد النفط والغاز الروسي، والتي أرادت من خلالها واشنطن وقف تدفق الأموال إضافة للعملة الصعبة لروسيا، إلا أنه يبدو أنها جاءت بنتائج عكسية.

فمن الواضح أن روسيا أعدت العدة لمواجهة هذه العقوبات منذ سنوات طوال، لكن ماذا أعد الغرب كبديل عن النفط والغاز الذي يستورده من روسيا، التحركات المضطردة والمرتبكة التي يقوم بها الرئيس الأميركي تشير إلى هلع وجزع مبرر في الأوساط الغربية، ذلك أن الدول الغنية بالنفط والتي يمكن أن تعوض النفط الروسي لا تود ذلك، الأمر الذي يمكن إيعازه لسببين رئيسين، الأول يتمثل في مصلحة الدول التي ترى في هذه الأزمة فائدة لها من حيث ارتفاع سعر النفط وانتعاش أسواق الطاقة، ما سيعود بالتأكيد عليها بوفرة من الأموال تعوض الكثير من الأزمات السابقة التي هوت فيها أسهم النفط.

الأمر الآخر أن واشنطن لم تكن خلال فترة الرئيس بايدن تحديداً حليفا جيدا لتلك الدول، وعلى رأسها بالتأكيد دول الخليج العربي، والتي استبعدتها من مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني إضافة لمهادنة الحوثي وتقييد صفقات تسليحها، ذلك ما يمكن أن يفسر الأخبار التي تناقلتها الصحف الأميركية برفض الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي التحدث لبايدن، كما ويعلل الزيارة الأخيرة لبوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني للرياض وأبوظبي إضافة للتودد المحرج من قبل واشنطن لرئيس فنزويلا الذي لطالما أنكرت شرعيته ولم تعترف به.

لم تعد واشنطن اليوم القطب الأوحد القادر على ضبط موازين القوى في العالم، واقع تجلى بالتأكيد في غزو روسيا لأوكرانيا وتبعات هذا الغزو، الأمر الذي سيعيد بالتأكيد رسم النظام العالمي الجديد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية