ما تفضل به أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي شامخاني بعيد استهداف أربيل في كردستان العراق بـ 12 صاروخا باليستيا أطلق من قواعد إيرانية لم يكن أمرا خفيا، لكن جاء ليؤطر سياسة النظام الإيراني ويضع لتفاعلاتها عنواناً بارزاً، فشامخاني وفي خطاب بعد هذا الاعتداء الإرهابي قال إن طهران تنتهج سياسة الميدان والدبلوماسية كسلاحين توازن من خلالهما مصالحها الوطنية.
ما يقصده شامخاني واضح وضوح الشمس، فطهران دائماً ما تسعى للضغط في مفاوضاتها باستخدام أدواتها الإرهابية التي أضحت الدول العربية دائماً مسرحاً لها، فكلما أرادت أن تناطح الغرب أو تبعث لهم رسالة ربطتها بصاروخ بالستي أو طائرة درون وأرسلتها لإحدى أقطارنا العربية، وفي أحيان أخرى تعترض عبارة في مضيق هرمز أو تختطف سفينة في الخليج العربي، على الرغم من أنها تجلس على نفس الطاولة وتتفاوض معهم.
أسلوب طهران ذلك معروف لدى الجميع فهي تحاول الضغط دائماً للنجاح وكسب الجولات الدبلوماسية عبر الضغط العدواني والإرهاب مستغلة ضعف الردود الدولية التي لم تنجح حتى اليوم في ثني طهران عن إرهابها، بل إن تخاذل وتهاون المجتمع الدولي في ردعها كان بمثابة الدافع والمحفز لاستمرارها في نهجها ذلك، فالسكوت عنها وعدم اتخاذ أي موقف واضح يدل على خضوع وخنوع دولي تام.
لطالما تباهى الغرب بسياسة عدم التفاوض مع الإرهاب، لكن لا أعلم لماذا لا تطبق تلك السياسة مع النظام الإيراني الذي لطالما اعترف بأعماله الإرهابية علناً، أم أن الأعمال الإرهابية في المنطقة العربية لا تدخل ضمن الإرهاب الذي يعنونه، ذلك بالضبط ما يفسر عدم اكتراث دول الغرب بالأعمال الإرهابية التي تزعزع المنطقة، إضافة لخرقها القوانين والأعراف الدولية من خلال تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
من المعروف أن ما بني على باطل فهو باطل، إذا ما استطاعت طهران التوصل لاتفاق نووي في ظل هذا الواقع فلن يكون مستقبل السلام والاستقرار في العالم وليس في المنطقة بحال أفضل مما عليه، فإصلاح أي شأن سياسي كان أو غيره يجب أن يكون من الأساس بلجم طهران وتقييد أعمالها الإرهابية قبل أي اتفاق.