العدد 4879
الثلاثاء 22 فبراير 2022
banner
مآثر جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود وقراراته الحكيمة من صفحات مجلة “صوت البحرين”
الثلاثاء 22 فبراير 2022

صدرت مجلة “صوت البحرين” في الفترة من 1950 إلى 1954 وهي المجلة الواسعة الانتشار في الكثير من العواصم العربية الكبيرة، باعتبارها تطبع وتنشر من قبل دار الكشاف في بيروت. وقد نشرت هذه المجلة عبر صفحاتها مسيرة الخير والرخاء لصاحب الجلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وبعض مآثره وقراراته الحكيمة، من أجل تطوير المملكة العربية السعودية، ودعم ومساندة الدول العربية والإسلامية.
وأصبحت المملكة العربية السعودية في عهده تحظى باحترام جميع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا، وتلك ميزة اختصت بها المملكة من بين عشرات الدول النامية آنذاك.
كان صاحب الجلالة الملك عبد العزيز آل سعود يكنّ للبحرين حبّاً خاصّاً لدرجة أنه اعتبر المواطن البحريني بمثابة مواطن سعودي في التعامل وفق مرسوم أصدره جلالته. فقد نشرت مجلة “صوت البحرين” في العدد الخامس من السنة الثانية الصادر في جمادى الأولى سنة 1371هـ خبراً جاء فيه: “أصدر حضرة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز آل سعود مرسوماً ملكيّاً يقضي بأن يعامل كل وافد من رعايا حكومة البحرين إلى المملكة بنفس ما يعامل به السعودي من امتلاك وأخذ مقاولات وغير ذلك مما يتمتع به كل سعودي. فشكراً لصاحب الجلالة هذه الأريحية الكريمة ونسأل الله أن يمد في حياة جلالته”.
حرص جلالة الملك عبد العزيز آل سعود أن تكون المملكة العربية السعودية سيدة قرارها. فقد نشرت المجلة في عددها السادس من السنة الثانية الصادر في جمادى الثانية 1371هـ، أن جلالته استدعى رؤساء شركة (أرامكو) إلى الرياض وقال لهم ما يأتي: “ألاحظ أنه كلما استدعى الأمر اتخاذ قرار في شأن من الشئون قلتم سنحيل ذلك إلى نيويورك! فلتعلموا أن الأمور يجب أن تحال إلى هنا بعد اليوم”.
وعلى إثر ذلك سارعت الشركة وبدون تردد بترتيب نقل مكتبها الرئيسي من نيويورك إلى الظهران.
وبعد أسبوع من هذه المقابلة، دعا جلالته أولئك الرؤساء وطلب منهم تعيين سعوديين في مجلس إدارة الشركة، ودفع القسط الأكبر من فوائد النفط بالدولارات، والقسط الأقل بالجنيهات الاسترلينية، وتمويل سكة الحديد المزمع إنشاؤها بين الرياض ومكة.
كما طلبت حكومة المملكة العربية السعودية من الشركة العربية الأميركية للزيت أن تكون حصتها من الأرباح 66 % بدلاً من الحصة الحالية حينذاك ومقدارها 50 %. وطالبت بوضع ثلاثة من السعوديين في مجلس إدارة الشركة. وكان إنتاج الآبار السعودية آنذاك 850 برميلاً في اليوم. وقدر ربح الشركة السنوي بنحو 300 مليون دولار. وذكرت مجلة “صوت البحرين” في عددها الثامن من السنة الثانية الصادر في شعبان 1371هـ أن الحكومة السعودية سوف تضمن دخلاً يبلغ 300 مليون دولار سنوياً.
كان لجلالة الملك عبد العزيز آل سعود اهتمامه الشخصي بتسهيل وصول حجاج بيت الله الحرام إلى الأراضي السعودية بكل سهولة ويسر. وكان معروف عنه اهتمامه الشديد بمتابعة وصول الحجاج من الدول الإسلامية، وحل المشاكل التي تعترضهم مهما كان نوعها. فقد ذكرت المجلة في عددها الأول والثاني (المدمجين في مجلد واحد) من السنة الثالثة الصادر في محرم/‏ صفر 1372هـ، أن جلالته أهدى 86 طياراً أميركياً ملابس عربية تقدر قيمتها بستة آلاف دولار، تقديراً لما بذلوه من جهد في نقل حجاج مسلمين إلى مكة لتأدية فريضة الحج. ومن بين هؤلاء الحجاج إيرانيون وأتراك تجمعوا في بيروت قبل موسم الحج بأيام معدودة ولم يجدوا وسائل سفر تقلّهم إلى الديار المقدسة. وبفضل صاحب الجلالة اتصل سفير أميركا في لبنان بوزارة الخارجية الأميركية فهيأت عدة طائرات من سلاح الجو الأميركي لنقلهم.
عرف عن جلالته اهتمامه الشديد بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، والعمل على تخفيف ما يعيشونه من معاناة تتمثل في صعوبة الحياة في المخيمات وتقلبات الجو وقساوته وبصورة خاصة في فصل الشتاء، حيث يعيش اللاجئون الفلسطينيون في دول مجاورة لفلسطين معروفة ببرودة طقسها في الشتاء. ونشرت مجلة “صوت البحرين” في عددها الصادر في جمادى الأولى 1371هـ خبر تبرع صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز آل سعود بمبلغ خمسة عشر ألف جنيه إسترليني، وستة آلاف بطانية صوفية إلى اللاجئين الذين يقطنون في لبنان وسوريا وشرق الأردن وغيرها.
وتماشياً مع التكامل الاقتصادي بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين في خمسينيات القرن العشرين، فقد نشرت المجلة في عددها السادس من السنة الثالثة الصادر في جمادى الآخرة 1372هـ خبراً مفاده أن زيت المملكة العربية السعودية بدأ في مطلع ديسمبر بتدفق في خط جديد يمتد من ميناء الخبر إلى البحرين.
وينقل هذا الخط يومياً حوالي 50 ألف برميل. ويبلغ مجموع ما يصل البحرين من زيت المملكة عن طريق هذا الخط والخط السابق 300 ألف برميل يومياً.
لم تغفل حكومة المملكة العربية السعودية في عهد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود الاهتمام بتطوير القوى العاملة بشركة (أرامكو) وتدريبها، والعمل على نشر المدارس ومكافحة الأمية من أجل توفير الأرضية اللازمة لجيل متعلم قادر على تولي وظائف مختلفة. فقد نشرت مجلة “صوت البحرين” في عددها 7 و8 المدمجين في مجلد واحد من السنة الثالثة الصادر في رجب - شعبان 1372هـ، أن السعوديون يتمتعون بنظام للعمل والعمال كثيراً ما غبطناهم عليه، وتمنينا لو يتمتع عمالنا بجزء مما فيه من امتيازات وحقوق. ومع هذا فإن سمو ولي العهد (الأمير فيصل بن عبدالعزيز) رأى في هذا النظام إجحافاً ببعض حقوق العمال في المملكة، فأمر بإعادة النظر فيه ووضع نظام جديد يكفل الحقوق العمالية المتفق عليها في البلدان المتقدمة.
تم الاتفاق بين الحكومة السعودية وشركة (أرامكو) بخصوص نشر التعليم من خلال قيام الشركة ببناء مجموعة من المدارس الابتدائية في مختلف أنحاء المنطقة الشرقية، على أن تدفع الشركة للحكومة سنوياً جميع تكاليف التعليم في هذه المدارس التي أنيطت مسئولية إدارتها من قبل مديرية المعارف السعودية، وأن تفتح أبوابها للجميع بغض النظر عن كون الأبناء من موظفي وعمال الشركة أم لا. كما ألزمت الحكومة السعودية شركة (أرامكو) بمكافحة الأمية في كل مكان يوجد فيه ثلاثين عاملاً فأكثر. ويمنح الناجحون شهادة من قبل مديرية المعارف تخوّل حاملها الأفضلية في التوظيف وزيادة المرتب.
ونشرت المجلة في العدد نفسه خبراً في غاية الأهمية للشعب السعودي جاء فيه: علمنا أن حكومة المملكة العربية السعودية قد اتخذت قراراً يقضي بأن يملك السعوديون 50 % على الأقل من أسهم كل شركة تؤسس في المملكة.
كان آخر خبر نشرته مجلة “صوت البحرين” عن جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود خبر وفاته، الذي تم نشره في عددها الثاني من السنة الرابعة الصادر في شهر صفر 1373هـ، وكان مفعماً بالعبارات الحزينة والعواطف الجياشة. فقد نشرت صورة جلالته على غلاف المجلة، وكتب تحت الصورة عبارة واحدة لها دلالتها وهي: “رجل العروبة والإسلام ينتقل إلى جوار ربه”.
كما نشرت المجلة في صفحة 63 من العدد نفسه نعياً وتعزية جاء فيها: “بعد حياة زاخرة بالنضال وجلائل الأعمال، انتقل إلى جوار ربه المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، فتوارى عن دنيا العرب وجه نبيل طالما تطلعت إليه القلوب في الملمات. وخسر العرب والمسلمون بوفاته ركناً عزيزاً وسيداً مقداماً كريماً. و(صوت البحرين) إذ تشارك العالمين العربي والإسلامي الحزن والأسى للمصاب الفادح، ترفع أصدق التعازي إلى جلالة الملك سعود بن عبد العزيز، أمل الجزيرة الجديد، وتسأل المولى تعالى أن يكلأ الراحل العظيم برحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية