العدد 4866
الأربعاء 09 فبراير 2022
banner
تداعيات رفع العقوبات الأميركية المفروضة على طهران
الأربعاء 09 فبراير 2022

لن أصدقكم القول إن أخبرتكم أن القرار الأميركي الأخير الذي نص على رفع جزء من العقوبات الأميركية عى طهران فيما يخص برنامجها النووي فاجأني، وذلك بعد أن تم الإعلان عن قرارات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالتنازل والخضوع لمطالبات طهران التي أعلنت شروطها علناً رافضة الحوار المباشر مع واشنطن إلا بعد رفع العقوبات عنها.
رغم التداعيات الكبيرة والمؤثرة لهذا القرار الذي من المفترض أن يفضي لتطور في محادثات فيينا القادمة، من شأنها بلورة شكل الاتفاق النووي كعنصر إيجابي، إلا أن آثاره السلبية خصوصاً على دول المنطقة واضحة للعيان، فمن الواضح أن واشنطن تنازلت عن إدراج برنامج طهران للصواريخ الباليستية إضافة لتدخلاتها الإقليمية المزعزعة للاسقرار في المنطقة ضمن أجندة المفاوضات، وهي الأمور التي دعت الرئيس السابق دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق في الأساس.
واشنطن قرأت مصالحها ومصالح حلفائها الأوروبيين، وقررت تجاهل الخطر الذي ستشكله طهران في حال عدم تأطير تدخلاتها الإقليمية ضمن اتفاق ملزم، ذلك ما نراه فعلاً من خلال حروب الوكالة ودعمها المليشيات الإرهابية في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وهو الأمر الذي ستتمادى فيه بالتأكيد في حال تحررها من العقوبات ومن ضغط الدول الكبرى. 
طالبنا كثيراً بأن نكون طرفاً في المباحثات الحالية بحكم التأثير المباشر الذي سيقع على الإقليم عند توقيع أي اتفاق مع طهران، لكن يبدو أن واشنطن مصرة على تجاهل مصالح دول الجوار الإيراني، وهو الأمر الذي كان يجب مجابهته بفرض ضغوط أكبر قائمة على المصالح المشتركة بين دول المنطقة وواشنطن، والذي أرى أن الوقت مازال غير متأخر في سبيل الدفع بما تبقى من أوراق أخيرة وحاسمة، خصوصاً أنني على يقين بأننا نملك من الأدوات ما يمكننا من استغلاله في فرض رؤيتنا وحماية أمننا، وذلك قبل الإعلان عن أي اتفاق أميركي أوروبي مع إيران.
مشاورات عاجلة وقرارات حاسمة وجريئة هي ما نحتاجه اليوم في سبيل مواجهة أي قرار أو اتفاق يتجاهل أمن المنطقة حتى إن تطلب ذلك تغيير بعض استراتيجيات التحالف وتغيير بوصلتها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية