العدد 4854
الجمعة 28 يناير 2022
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
زوبعة في فنجان حوثي
الجمعة 28 يناير 2022

في قمة أبوظبي، اجتمع القادة الأربعة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس عبدالفتاح السيسي؛ ليوصلوا رسالة للعالم واضحة المعالم عن خطر الميليشيات الحوثية على الأمن الإقليمي والعالمي.

الاجتماع يحمل دلالة أن المنعطفات التاريخية دائما تظهر الصورة الحقيقية للسند والتآزر لدى الأشقاء. وما شهدته الساحة الخليجية والعربية والإسلامية والعالم من استنكار لاعتداء الحوثي ودعم للإمارات والسعودية يعطي صورة واضحة أن العالم يقِض لمراهقات هذا الفتى القادم من سراديب التخلف والمفخخ بالأجندة الإيرانية والمعبأ بتناقضات التاريخ.

وبات العالم يعرف جيدا أن الحوثية هي أحد أنواع البيض الإيراني الذي يُفرخ في الأعشاش الموزعة على خرائط الإقليم، وأنها إحدى طرق إيران المتنوعة في استباحة الخرائط كما هو الآن في اليمن.

هذا الفتى المحمل عقله حقول الغام، والذي حولته إيران إلى قنبلة بشرية موقوتة، فتائلها مصنوعة وفق الأجندة الإيرانية أقل من أن ينال من الإمارات أو السعودية أو الخليج. لقد تمادت إيران كثيرا في هذا الاستعراض ومحاولة استخدام فتاها بمغامراته؛ من أجل أن تستخدم بعض الأوراق في المفاوضات المعقدة لملفها النووي أو أجندتها الأخرى في المنطقة.

هكذا إيران تستخدم وكلاءها ولا تخدمهم، فهم دائما أمام فوهة الجحيم لحساباتها الخاصة والقومية، واضعة التاريخ والإرث الديني كإسسوارات لاصطياد جمهور هنا أو هناك؛ لتقدمهم وجبات دسمة لمحارق جديدة ودفع فواتير جديدة.

إن عبدالملك الحوثي مازال يستخدم كدمية في مشهد ممسرح، وعلى مسرح أكبر منه ومن تهديداته الملقنة من قرارات تأتي مع السفن المحملة بالأسلحة والمكفنة أيضا لأحلام اليمنيين الذين أدخلتهم إيران في أتون الانقسام والخرائط المستباحة كما فعلت في لبنان والعراق.

الحوثي ومع نشوة تمثيل البطل، يلعب لعبه ليست على مقاييسه، فإغراء الموقع وخمرة نشوة تمثيل دور البطولة والبطل، ومحاولة تمثيل الأسطورة اليونانية، أسطورة “سارق النار” جعلته يعتقد أنه قادر على إدارة لعبة، أوراقها وقرارتها ليست بيده، وإنما تُهرب من طهران على شكل إملاءات تشبه علب السردين المحملة بالكافيار، ولكن هنا بالنار.

خليجيا، نحن مدعوون لرص الصفوف، وتعميق نهر الوحدة الخليجية، وتحصين المجتمعات من إعلام موجهة إيراني، مازال يدس سُم المعلومات التي ينشرها في دسم الأخبار، وأن نقف كما نحن الآن مع الإمارات والسعودية والخليج في حفظ خليجنا من اختراق صبية مازالوا يرقصون رقصة الموت، منتشين بحلم “فواكه الجنة”، ولو كان على حساب الزج بشباب اليمن في محارق الموت وأسنان الحرائق ومراهقات المليشيات وأسنان تمساح المصيدة الإقليمية.

إن الفقاعات الحوثية ستتلاشى ذات يوم، فقد علمنا التاريخ، وهو يرسخ نظرية هيجل في “مكر التاريخ” إن كل الذين توحموا على الخليج في كل تاريخه رحلوا عن المشهد تتلقفهم ذاكرة مثقوبة بالنسيان، ساعتها يضحك المؤرخون على جنونهم. ويطوف الخليج على هزائمهم في مشهد يحمل قنديل عِبرة من التاريخ؛ ليضع التاريخ نياشينه على صدر الخليج. إن هنا ذات يوم مر الجنون، فلجمته حضارة الخليج.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية