الفضول في المعرفة يقود حتما إلى ابتكارات مختلفة، فما العقل البشري إلا مجموعة من الأفكار والتساؤلات ومحاولة معرفة ما هو خفي وتتبع الحقائق، وهو حتما ما يشابه البحث العلمي في منهجه وأسلوبه من خلال إطلاق التساؤلات أو وضع الفرضيات ومحاولة الإجابة عليهما أو إثباتهما بالسلب أو الإيجاب، ويبقى العقل البشري دوما وقود الحاجة إلى المعرفة والتعطش الدائم لإيجاد الإجابات وتحليل المواضيع وربطها ببعضها البعض.
وسأقتبس هنا من كلمات قالها العالم أحمد زويل عندما تم سؤاله عن كيفية الحصول على جائزة نوبل، حيث أقر أنه “في العصر الحديث يتراجع العقل الذي تقوده الرغبة في المعرفة، أو الفضول العلمي، إذ يعتقد البعض أنه بوسعهم أن يحققوا التقدم من خلال التركيز على مجالات أبحاث بعينها، “وهو الأمر الذي يؤثر على ديمومة البحث، خصوصا أن التركيز هنا على نمط معين دون الآخر وهو ما يعيق الابتكار، والذي يكون أساسه الشغف في الوصول إلى حل لبعض المشكلات أو الفضول في السعي نحو ما هو مجهول أو ممكن اكتشافه.
إن الاهتمام بالبحث العلمي والاستثمار في عقول الباحثين واستقطاب العلماء من كل مكان سيدعم بلا شك سياسة صناعة الابتكار، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نغفل هذا العلم الرائع الذي يعد امتدادا لمجمل العلوم كل في محله.
إن تنمية الفضول العلمي والشغف تجاه الابتكار والإبداع يجب أن يكون العنوان الأساسي للمرحلة القادمة ليس على صعيد البحوث فقط، إنما في كل المؤسسات المهنية والتعليمية، بل والإدارية، فسلوك الابتكار حتما يلعب دورا بارزا في سياق ما نصبوا إليه للوصول إلى أعلى مستويات الأداء والعطاء في ربوع المملكة.