لا أدعي المثالية أو الكمال، لكنني أقف عند مجموعة من المبادئ التي قررت أن أتبناها بكامل وعيي وتفهمي وحاجتي أن تكون تلك المبادئ من صفات شخصيتي التي أود أن أكون، والحقيقة أن المبادئ تبنى من الممارسات والبيئة المحيطة وكم العلم والقراءة وغيرها من العوامل الخارجية والداخلية التي تساهم في رسم مبادئنا وقيمنا كل حسب أفكاره وتوجهاته، وبالتأكيد مشاعره التي تلعب دورا كبيرا وفذا تجاه قبول تلك المبادئ والتماشي معها أو كسرها والتحليق بعيدا عنها في رحلة بحث عن الموطن الحقيقي الذي يشعر فيه الفرد بانتمائه، بعيدا عن مبادئ رسمت له رغما عنه.
لذا أنا أعتبر الصدق مبدأ ومنجاة، والكرامة مبدأ والرجولة مبدأ قبل أن تكون تشخيصا للذكورة، فقد تحمل العديد من النساء على أكتافهن حملا لا يستطيع مئة رجل حمله، لكنهن كن كفئا لذلك، وقد تتحلى المرأة بصفات أخلاقية عالية مماثلة لشيم الرجال، فيقال عنها إنها بمئة رجل، وفي المقابل قد يتقاعس الرجل عن أدواره فتصبح كلمته ليست واحدة، وقد لا يتحلى بالصدق أو الوفاء أو الكرم، وكلها صفات تلعب دورا في تكوين مبادئ الأشخاص، لذا يحزنني أن أرى كل العطاء من قبل فرد سواء كان ذكرا أو أنثى، يقابل بنوع من الخبث أو التقييم أو عدم الاهتمام، ولا أنسى في ذلك قصصا لعدد من الأشخاص قوبل عطاؤهم بمنتهى العنجهية أو التمرد أو قلة الأدب من أشخاص سمحت لهم مبادئهم جرح غيرهم بكل سهولة ويسر.
ومضة
الأيام دوما كفيلة بأن تعطيك دروسا في حجم العطاء الذي يجب أن يكون، وإن كنت شخصا معطاء فلا تجزع من كمية النكران التي قد تقابلها في حياتك من قبل أشخاص أحببتهم أو ميزتهم أو اعتقدت يوما أنهم يكنون لك مثقال ذرة مما تكنه لهم، الأيام وحدها كفيلة بأن تجعل الرؤية واضحة تجاه الناس والمواقف والمبادئ التي على أساسها تتصرف الأغلبية، الأيام هي الفيصل الحقيقي تجاه كل المواقف التي مررت بها، وادعو الله أن يسقي كل شخص مقدار ما يتمنى للآخرين أو يزيد حتى يشعر بآلامهم وأحزانهم كما يشعر بسعادتهم وانتصاراتهم.