في الحقيقة، لا نستطيع التعبير عما في وجداننا من مشاعر غبطة وسعادة حين نرى دفعات الخريجين من أبنائنا وبناتنا في العسكرية والعلوم الشرطية والجنائية والقانونية، وأول معانيها يرتكز على هدف مقدس ألا وهو الدفاع عن الوطن وأمنه، والسهر على استقراره وطمأنينة من يعيش على أرضه، فلا تنمية بلا أمن، والحمد لله رب العالمين على نعمة الأمن والأمان التي أنعم الله بها علينا في بلادنا المعطاءة.
إن عاملًا من أهم عوامل استقرار المجتمعات في عالم اليوم بكل تحدياته ومتغيراته، هو أن تعيش كل المجتمعات آمنة مستقرة من كل المهددات للنظام والأمن، والعيش المطمئن متحصنةً ضد أية مهددات، هذه التحديات الكبيرة لا يمكن أن تعتمد إلا على أبناء الوطن، ولعلني هنا أنتهز الفرصة لأهنئ معالي الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية حفظه الله، وأهنئ أبناءنا وبناتنا الخريجين من الدفعة الثالثة عشرة من المرشحين الضباط الجامعيين، من برنامجي الدبلوم العالي في القانون والعلوم الشرطية والدبلوم في العلوم الجنائية والشرطية، والدفعتين الأولى والثانية من برنامج الدبلوم المشارك في العلوم الشرطية والجنائية التابعين لطيران الشرطة، والتهنئة موصولة إلى أهاليهم وأصدقائهم، فهؤلاء النخبة من الخريجين هم الكفاءات الوطنية المتسلحة بالإيمان والقيم والعلم والمعرفة، وما الرعاية الكريمة، كما أشار معالي الوزير، من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، القائد الأعلى، لرجال الشرطة وتعزيز دورهم في حفظ أمن الوطن، والاعتزاز بدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله، إلا دلالة واضحة على تقدير هذا الدور الوطني السامي المستحق للمزيد من الكفاءة والجاهزية والنقلة النوعية في الأداء والتميز في تقديم الخدمات الأمنية.
إذا، العنصر البشري الركيزة لتحقيق الغايات من الخطط الاستراتيجية التنموية الشاملة، ولأننا نؤمن بقدرات وإمكانيات أبناء البحرين في القطاع العسكري، فهذا نابع من حرص قيادة البلاد على ترسيخ حقوق الإنسان ونشر ثقافة احترام الأنظمة والقوانين، وكانت كلمة معالي الوزير مهمة في التنويه إلى “أن العنصر البشري رئيسي في مسيرة التطوير والتحديث لمواجهة التحديات والتعامل بكفاءة وجاهزية مع المتغيرات الأمنية والتحديات المتزايدة، وأهمية إعداد كوادر قادرة على مواكبة التطور في العمل الأمني، بما يلبي الحاجات الأمنية ويعزز تنمية القدرات والمهارات في مجالات العمل الأمني كافة”.
أسعدنا هذا الحدث، وكلنا ثقة في أبناء الوطن الكريم.