العدد 4782
الأربعاء 17 نوفمبر 2021
banner
الأمن السيبراني غير مهم
الأربعاء 17 نوفمبر 2021

نعم، عندما تقوم بتأسيس شركة أو مؤسسة، فإن هذا الاستثمار الملقب بـ “الاستثمار الأمني” هو خسارة مالية بلا نقاش. لماذا تقوم بتخصيص ميزانية عالية للحفاظ على الأمن السيبراني؟ لا أعتقد أن هناك أي حاجة للاستعداد من أي مخاطر، وخصوصا المسماة بالأخطار الأمنية السيبرانية. 
للأسف أن الكثير لا يعلم أن الأمن السيبراني هو مجرد تخصص ذي مصاريف بذخة لا يمكن أن تقوم بتفسيرها للعقلاء، حيث إن الغرب قام باستخدام العولمة بنجاح لكي يزعج ويستنزف الشرق بمصاريف نحن في غنى عنها، دعني أخبرك بواقع الأمن السيبراني، تفضل معي، أنا خبير، ثق بي.
الأمن السيبراني هو تخصص غرضه حماية الشركات الكبيرة فقط ولا يمثل أي قيمة لدى الشركات الصغيرة، والموارد التي يتم توفيرها تحت مسمى عذر “الحماية الإلكترونية” هي مجرد تقليعة سوف تختفي بعد سنين عدة، التاجر البحريني والإقليمي في غنى عن هذه الترهات الفكرية. هذه الموارد ليست برخيصة أيضا، حيث إن الموظفين والأموال المحدودة لدى أي تاجر هي موارد يجب أن تستخدم في أمور ذات أهمية عالية، مثل البيع والإعلان، وتجميل المكاتب، والسفر التجاري المريح. لا أستطيع تقبل صرف هذه الموارد في أمر لا مردود له، وخصوصا كالأمن السيبراني والذي يمكنني أن أرى نتائجه من الأساس.
ما التأثير الإيجابي للأمن السيبراني؟ فإني لا أرى عملاء جديدين ولا منتجات ذات طلب من زبائننا؟ فلماذا هذا الجهد والنفقات الكبيرة؟ وعندما نتكلم عن البيانات، فأنا لا أرى أيا من المشاكل؛ فأسماء وأرقام وعناوين عملائي كلها معلومات لا سرية بها، عملائي سيقومون بمشاركتها بأنفسهم لو تم سؤالهم. وحتى لو هاجمني المخترقون، فأنا لا أرى أي مشكلة، فأنا في النهاية ليس لدى أي شيء سري لأخفيه، حسب ظني.
تكاليف برمجيات وأدوات الأمن السيبراني عالية جدا، من أفضل النصائح التي يمكنني أن أقدمها لك هو ألا تقوم بتركيب أي منها من الأساس، فإذا كنت لا تملك أي أعداء ما الخطر إذًا؟ 
المخترقون لا يقومون بالهجوم على شركة أو مؤسسة إلا عندما تقوم هذه المؤسسات بأعمال لا أخلاقية، أو أعمال مشكوك بأمرها، وأنت بالطبع ليس لديك يد في هذا بأي وسيلة. الاستعداد الأمني على مستوى الشركات والمؤسسات الحكومية قد وصل إلا أبعاد جنونية لا يمكن تفسيرها لأي إنسان عاقل.
أعزائي القراء، أعلم أن الكثير منكم قد جن جنونه عندما قرأ الأسطر السابقة وتفاوتت الشتائم، لكن الفقرات السابقة هي الواقع المرير الذي نمر به كخبراء أمن سيبراني، وخصوصا عند الحديث مع أرباب الأعمال على جميع المستويات، وليس في المجال التجاري فقط وإنما في الأقسام الحكومية أيضا.
أتمنى أن قراءة هذه المقال التهكمي لم تكلفكم أي خسارة في الشعر.


أمين التاجر: الرئيس التنفيذي لشركة انفنت وير لبرمجيات الذكاء الاصطناعي

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .