رائدنا الخامس، اليوم، من رواد التنمية البشرية بالمحرق “أم المدن” هو الأستاذ عبدالرحيم محمد عبدالكريم المُلا روزبه، إلى جانب رفقائه الأربعة الذين عرضنا سيرهم آنفاً، وهم الأستاذ أحمد العمران، والشاعر عبدالرحمن المعاودة، والأستاذة سكينة القحطاني، والأستاذ إبراهيم محرم.
ولد الأستاذ روزبه في (1320هـ) أي (1899م) وفقاً لكتاب نادي المحرق (1996م)، وذكر الدكتور عبدالله المطوع أن “روزبه ــ اللقب مكون من مفردتين فارسيتين، أولاهما رُوز بمعنى اليوم، وثانيهما بـَه (بفتح الباء) بمعنى الجميل ــ ولد في عاصمة البحرين القديمة، مدينة المحرق الشمّاء، عام (1911م) (في قول آخر عام (1902م) لعائلة تنحدر من بر فارس العربي، وتحديداً من قرية يُقال لها “بهـْده” (بفتح الباء وكسر الدال)، كان والده الحاج محمد روزبه صاحب دكان صغير في سوق القيصرية بالمحرق، ويقيم في فريج “إستيشن” (انتقل لاحقاً إلى فريج العمامرة)، وكان ابنه عبدالرحيم يحضر إلى الدكان ليساعده، وكان الأب في أوقات فراغه يعلم ابنه الخط والكتابة ويسأله عن دروسه، فإذا لم يجب الإجابة الصحيحة عاقبه بالضرب (استناداً إلى رواية جارهم في السوق عبدالحميد الأنصاري”.
ويورد الدكتور عبدالحميد المحادين، في مقابلة شخصية مع الأستاذ روزبه، أجريت في أبريل (1995م)، قوله “أنا من مواليد المحرق، ولدت عام (1320هــ)، فأنا محرقي المولد والمنشأ والمربى، وتلقيت علوم القرآن الكريم بادئا ذي بدء على يد الكتاب (المطوع) ثم تتلمذت على يدي السيد علي الرستاقي، حيث درست الدين الإسلامي الحنيف، والحساب والجغرافيا، وقد قادني طموحي إلى استكمال تعليمي غير النظامي لدى السيد إبراهيم كلندر، الذي درسني إتقان الخط العربي (بقلم القصب) المشقوق آنذاك”، ويضيف “درست فيها – الهداية – في المبنى الدائم، في شمال المحرق، وكنت مع أول فوج التحق بها.. أيام محمد اليماني (اليماني هو ثالث مدير للمدرسة بعد حافظ وهبة وعبدالعزيز العتيقي)”، ويستطرد “بعد إتمام الدراسة النظامية تأهلت للالتحاق موظفاً ببلدية المحرق، والتي كان يرأسها الشيخ محمد صالح خنجي، وبقيت في البلدية مدة 15 سنة، ونظراً لحاجة دائرة المعارف آنذاك التحقت بالتدريس، بادئاً حمل الرسالة في مدرسة الهداية الخليفية، ثم نقلت إلى مدرسة الحد مدرساً وكان مديرها يعقوب يوسف القوز، وقد أحلت على التقاعد، ولسوء الحظ أنني أحلت قبل قانون التقاعد الحديث لعام (1975م)، لذا فإنني بعد عمل (15) سنة في البلدية و(35) في التعليم أتقاضى الحد الأدنى من الراتب التقاعدي، وإنني أتقدم بالشكر (للمرحوم) طارق عبدالرحمن المؤيد، وزير الإعلام (الأسبق)، فعندما أحلت على التقاعد، عينني مصححاً لغوياً في مجلة (البحرين)”، وتوفي الأستاذ روزبه رحمه الله في (2000م).