يمكننا القول إن معظم دول العالم تعافت من جائحة كورونا، والتعافي شمل كل مجالات الحياة من اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وثقافية، وتعليمية، وصحية، وما إلى ذلك، ومن المؤكد أن جميع دول العالم بعد العمل العقلي والجهد الذهني والتفكير الطويل في كيفية تجاوز الأزمة، قد توصلت إلى دراسات وبحوث تجعل الفكر في ميدان الأوبئة مستقبلا لا قدر الله، فكرا ناضجا قويا يسير قدما في مجال التقدم، وإيجاد القواعد والحلول للمشكلات التي كانت سببا في شلل الكثير من الدول وترك الحبل على الغارب في معركة بينت ضعف منهج الرؤية والتوازن.
تشير أغلب الدراسات وتوجد دلائل قوية على ذلك إلى ضرورة رفع كفاءة البنية التحتية للاتصالات وتنوعها إلى أضعاف ما هي عليه في الكثير من البلدان، وتوفير أفضل السبل والظروف الميسرة للتعليم عن بعد، وتعدد أشكال العمل المشترك للإحاطة بكل شيء، فالسيادة في المستقبل وكما هو واضح للعمل والدراسة عن بعد وشيئا فشيئا اكتملت الصورة لدينا، بحيث ستذوب الفوارق بين الحضور إلى العمل أو المدرسة من عدمه.
وكقاعدة عامة، كلما ازدادت خطورة العمل أو المهمة، ازداد الاهتمام بالأمن، ونعني بالأمن هنا ضرورة إنشاء مراكز أبحاث طبية ليس بالمعنى التقليدي، وتوسعة تخصص الدراسات والتجارب السريرية، ويبقى الدور العظيم في استكمال الصورة قضية الوعي ومنهجه عند المواطن نفسه، لأنه القادر وحده على تغيير العالم وتذوق الحياة، وهذا لن يأتي إلا بطوفان جديد ينهي العادات القديمة في طريقة الأكل والشرب، والنظافة الشخصية، والتجول، والزيارات، لأنها كانت المصدر الأساسي لانتشار الجائحة، وكانت بمثابة الطاقة في أشكال مختلفة.
انتصار العالم على جائحة كورونا وأي وباء سيأتي في المستقبل، لن يتحقق إلا بسلاح واحد وهو سلاح العلم والوعي والتغيير في السلوك ولو بالتدرج، فعلينا كبشر مسؤوليات جديدة وإلا ستبقى سفينتنا في المياه الضحلة ولن تبحر أبدا.