+A
A-

أحمد منصور العالي... شهرة بلغت الآفاق في أعمال الخير

وضعت‭ ‬عائلات‭ ‬وشخصيات‭ ‬بحرينية‭ ‬بصمات‭ ‬لا‭ ‬تخطئها‭ ‬العين‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬الخير،‭ ‬ولكي‭ ‬تظل‭ ‬هذه‭ ‬البصمات‭ ‬والخطوات‭ ‬محفورة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬التاريخ‭ ‬والبشرية‭ ‬لابد‭ ‬استذكارها‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال‭ ‬والحقب‭ ‬وفاء‭ ‬لما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬جليلة‭. ‬وعائلة‭ ‬العالي‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬العريقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬وتملك‭ ‬الباع‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬“المسؤولية‭ ‬الاجتماعية”‭. ‬

في‭ ‬العام‭ ‬1930،‭ ‬ولد‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬الحاج‭ ‬أحمد‭ ‬منصور‭ ‬العالي،‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬لأسرة‭ ‬فقيرة،‭ ‬حالها‭ ‬حال‭ ‬غالبية‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬آنذاك‭. ‬والده‭ ‬المرحوم‭ ‬الحاج‭ ‬منصور،‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬مزارعا‭ ‬في‭ ‬فلاحة‭ ‬النخيل،‭ ‬وتوفي‭ ‬والحاج‭ ‬أحمد‭ ‬في‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬وله‭ ‬شقيقان‭: ‬عبدالعزيز‭ ‬وعباس‭ ‬رحمهما‭ ‬الله‭.‬

أفرد‭ ‬الحاج‭ ‬أحمد‭ ‬مساحةً‭ ‬كبيرةً‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬للمساهمات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬في‭ ‬قريته‭ ‬عالي‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬وشملت‭ ‬تلك‭ ‬المشروعات‭ ‬الإنسانية‭ ‬جوانب‭ ‬مختلفة،‭ ‬منها‭ ‬تعليم‭ ‬وتأهيل‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬حتى‭ ‬استحدثت‭ ‬مجموعته‭ ‬برنامجًا‭ ‬تعليميًا‭ ‬جامعيًا‭ ‬لابتعاث‭ ‬الطلبة‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها‭ ‬للدراسات‭ ‬الجامعية،‭ ‬وأسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬بلاده‭ ‬البحرين‭ ‬ونهضتها‭ ‬مؤمنًا‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬واجبه‭ ‬الديني‭ ‬والوطني،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬شهرته‭ ‬بلغت‭ ‬الآفاق‭  ‬لدوره‭ ‬الجلي‭ ‬في‭ ‬النهضة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعمرانية،‭ ‬ما‭ ‬جعلته‭ ‬شخصيةً‭ ‬بارزةً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭. ‬ولهذا،‭ ‬فليس‭ ‬بغريب‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬وسام‭ ‬الفارس‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬الأسبق‭ ‬جاك‭ ‬شيراك،‭ ‬لمساهمته‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وفتح‭ ‬شركات‭ ‬فرنسية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

‭ ‬وتقف‭ ‬جمعية‭ ‬عالي‭ ‬الخيرية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬أياديه‭ ‬البيضاء،‭ ‬اذ‭  ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭. ‬تأسست‭ ‬الجمعية‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬خطاب‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬القرية‭ ‬بتاريخ‭ ‬8‭ ‬أغسطس‭ ‬1992،‭ ‬للتصريح‭ ‬بإنشاء‭ ‬صندوق‭ ‬خيري‭ ‬لمنطقة‭ ‬عالي،‭ ‬وتم‭ ‬الرد‭ ‬عليه‭ ‬والإشهار‭ ‬في‭ ‬الجريدة‭ ‬الرسمية‭ ‬بتاريخ‭ ‬15‭ ‬سبتمبر‭ ‬1993‭. ‬وتتكون‭ ‬الجمعية‭ ‬من‭ ‬لجان‭ ‬وأعضاء،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬7‭ ‬لجان‭ ‬تعمل‭ ‬طيلة‭ ‬السنة،‭ ‬وتبذل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الطوعية‭ ‬الخيرية،‭ ‬ويبلغ‭ ‬عدد‭ ‬أعضائها‭ ‬80‭ ‬عضوًا‭. ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬تتبناها‭ ‬الجمعية‭ ‬تتركز‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬محاور‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬محور‭ ‬الخدمات‭ ‬والدعم،‭ ‬ويشمل‭ ‬الخدمات‭ ‬والدعم‭ ‬المباشر‭ ‬“النقدي‭ ‬والعيني”،‭ ‬للأسر‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬وبعض‭ ‬البرامج‭ ‬المهمة‭ ‬مثل‭ ‬الزواج‭ ‬الجماعي‭ ‬والعقيقة‭ ‬ودعم‭ ‬المساجد‭ ‬والمقبرة‭. ‬وقد‭ ‬واجهت‭ ‬الجمعية‭ ‬منذ‭ ‬انطلاقها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1992،‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والعقبات‭ ‬التي‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬منها‭ ‬المادي‭ ‬أو‭ ‬المعنوي‭ ‬والبشري‭.‬

وشرح‭ ‬عضو‭ ‬الجمعية‭ ‬الخيرية‭ ‬محمد‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬صحافية‭ ‬سابقة‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬أصبح‭ ‬ليس‭ ‬كالسابق‭ ‬عملًا‭ ‬تطوعيًا‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬عملًا‭ ‬مؤسسيًا،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬تنفيذية‭ ‬قوية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تنفيذه‭ ‬بالمستوى‭ ‬المطلوب،‭ ‬وأن‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬دوره‭ ‬الإرشادي‭ ‬والتوجيهي‭ ‬لهذه‭ ‬الإدارة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لكي‭ ‬تقوم‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

‭ ‬جمعية‭ ‬عالي‭ ‬الخيرية‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬دائم‭ ‬وتعمل‭ ‬عمل‭ ‬مؤسسي‭ ‬كأي‭ ‬مؤسسة‭ ‬خاصة،‭ ‬ولها‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬الحياتية‭ ‬وإدخال‭ ‬البهجة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬العوائل‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بضائقة‭ ‬مادية‭ ‬أو‭ ‬معنوية‭ ‬أو‭ ‬العوائل‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬والاهتمام‭ ‬بجميع‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭.‬