زخرت مملكة البحرين برواد من الجيل الأول، ممن تركوا بصمات واضحة في كل الموارد الاقتصادية المهمة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة لجميع مناحي الحياة، وفي مقدمتها الموارد البشرية التي انطلقت من المحرق (أم المدن) بإنشاء أول مدرسة نظامية في (1919م). وسنخصص مقالنا اليوم ومجموعة مقالاتنا القادمة لمن ساهم في تنمية الموارد البشرية لأكثر من قرن منذ انطلاق التعليم الحديث في البحرين. ونبدأ بـ “مربي الأجيال” الأستاذ أحمد بن علي موسى العمران، من مواليد المحرق في (١٩٠٩م) لأب بحريني وأم عمانية هي السيدة شيخة بنت حسن بن حمدي الزرافي، والتي كانت تتقن القراءة والكتابة، ما كان له الأثر البالغ، وبدأ الدراسة بتعلم القرآن الكريم على يد سيدة فاضلة لعدة أعوام مع أطفال “الفريج”، تلقى دروسه الخصوصية بمجلس والده، في تلاوة القرآن الكريم والخط على يد “الملا” بمشاركة بعض من رفاقه، ثم دخل مدرسة الكويتي عبدالوهاب الطبطبائي بمعية الشيخ راشد بن محمد بن عيسى آل خليفة، ومحمد بن يوسف فخرو، وأحمد بن صقر الجلاهمة.
مع تأسيس مدرسة “الهداية الخيرية الخليفية” آنذاك في (1919م) التحق بمقرها المؤقت ببيت علي بن إبراهيم الزياني حتى (1923م)، حيث بدأ العمل مدرساً للفترة المسائية، ويساعد والده بمكتبه بالفترة الصباحية، بعد خمسة أعوام ابتُعث للجامعة الأميركية ببيروت، في أول مجموعة من ثمانية طلاب ترسلهم الحكومة للدراسة بالخارج خلال (1928 - 1930م) والتحق بالجامعة الأميركية بطهران في (1932م)، ولكنه عاد بنهاية العام الدراسي. خلال (1934 - 1942م) عمل بدائرة الكهرباء، إضافة إلى تعيينه من قبل المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين آنذاك، أميناً لسر بلديتي المحرق والحد في (1942 - 1947م) أصبح خلالها مديراً للمعارف بالنيابة، بعدها تفرغ مديراً للمعارف في (1947م)، وكان ممثلاً للبلاد في كثير من المؤتمرات التربوية في الجامعة الأميركية في بيروت، وشارك بمؤتمر في “الجمهورية العربية المتحدة” في (1960م) وبتوليه مسؤولية التعليم في ذات العام اعتنى بمدرسة الصناعة المُؤسسة في (1936م) وافتتح معهد المعلمين في (1966م) ومعهد المعلمات في (1967م)، وتحوُل مدرسة الصناعة إلى كلية الخليج للتكنولوجيا في (1968م)، وقبول مملكة البحرين عضواً في اليونسكو في نفس العام. ونكمل.