+A
A-

الاختصاصي محمد الريس: ممارسة الرياضة بريئة من الموت المفاجئ للرياضيين

توفير‭ ‬جهاز‭ ‬مضاد‭ ‬الرجفان‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان‭ ‬بكل‭ ‬الأماكن‭ ‬والساحات

إجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬الدورية‭ ‬والاختبارات‭ ‬قبل‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة

الرياضة‭ ‬تخفض‭ ‬معدلات‭ ‬الوفيات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بأمراض‭ ‬القلب‭ ‬35‭ %‬

النفس‭ ‬القصير‭ ‬وصعوبة‭ ‬التنفس‭ ‬وسرعة‭ ‬نبضات‭ ‬القلب‭ ‬تستوجب‭ ‬زيارة‭ ‬الطبيب

فوائد‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬لصحة‭ ‬القلب‭ ‬كبيرة‭ ‬والتوعية‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬التخويف

 

محمد الريس

قبل‭ ‬صافرة‭ ‬النهاية‭ ‬يباغت‭ ‬الموت‭ ‬لاعب‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬نشاطه‭ ‬على‭ ‬المستطيل‭ ‬الأخضر،‭ ‬وفي‭ ‬مشاهد‭ ‬أخرى‭ ‬يسقط‭ ‬لاعبون‭ ‬جثثا‭ ‬هامدة‭ ‬أمام‭ ‬رفاقهم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬إنقاذهم،‭ ‬تثير‭ ‬مشاهد‭ ‬موت‭ ‬الرياضين‭ ‬المفاجئة‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬أسباب‭ ‬موتهم‭ ‬بلا‭ ‬سابق‭ ‬إنذار،‭ ‬وباتت‭ ‬الرياضة‭ ‬تشكل‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬لممارسيها‭.  ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬يقول‭ ‬اختصاصي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬وتأهيل‭ ‬الإصابات‭ ‬الرياضية‭ ‬محمد‭ ‬الريس‭ ‬أن‭ ‬الرياضة‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬لموت‭ ‬الرياضيين‭ ‬المفاجئ،‭ ‬وأن‭ ‬نسبة‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬عند‭ ‬البحريين‭ ‬قليلة‭ ‬جدا‭ ‬وحسب‭ ‬إحصائية‭ ‬محلية‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬0‭.‬00159‭ %‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬جهاز‭ ‬مضاد‭ ‬الرجفان‭ ‬القلبي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الإصابات‭ ‬المفاجئة‭ ‬قد‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬النجاة‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬90‭ %‬،‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬محاضرة‭ ‬قدمها‭ ‬الريس‭ ‬لمركز‭ ‬شباب‭ ‬جدحفص‭.‬

الرياضة‭ ‬المنتظمة

وأكد‭ ‬الريس‭ ‬أن‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬لموت‭ ‬الرياضيين‭ ‬المفاجئ‭ ‬وأنها‭ ‬تكون‭ ‬خطرا‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الرياضة‭ ‬عالية‭ ‬الشدة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬مارسها‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬عوارض‭ ‬خطر،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬إيجابية‭ ‬بين‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم‭ ‬وبين‭ ‬صحة‭ ‬القلب،‭ ‬وبحسب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬وُجد‭ ‬أنها‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬أمراض‭ ‬القلب‭ ‬بنسبة‭ ‬33‭ % ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬والنشاط‭ ‬البدني‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬معدلات‭ ‬الوفيات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بأمراض‭ ‬القلب‭ ‬بمعدل‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬35‭ %.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬فوائد‭ ‬النشاط‭ ‬البدني‭ ‬والرياضة‭ ‬المنتظمة‭ ‬تقوية‭ ‬عضلة‭ ‬القلب،‭ ‬والوقاية‭ ‬من‭ ‬نزلات‭ ‬البرد،‭ ‬وتحسين‭ ‬مستويات‭ ‬الكولسترول،‭ ‬وتقليل‭ ‬ضغط‭ ‬الدم،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تقليل‭ ‬نسبة‭ ‬السكر‭ ‬في‭ ‬الدم،‭ ‬وتقليل‭ ‬آلام‭ ‬الظهر‭ ‬والمفاصل،‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬وتحسين‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬والمزاج،‭ ‬وتحسين‭ ‬القدرات‭ ‬الدماغية‭ ‬وقابليات‭ ‬التعلم‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الجهاز‭ ‬المناعي،‭ ‬والوقاية‭ ‬من‭ ‬الجلطات‭ ‬الدماغية،‭ ‬وإطالة‭ ‬معدل‭ ‬العمر،‭ ‬وتقوية‭ ‬العظام‭ ‬والعضلات‭.  ‬

الأسباب‭

وأضاف‭ ‬“قسمت‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة‭ ‬المؤدية‭ ‬لحالات‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬عند‭ ‬الرياضيين‭ ‬إلى‭ ‬صنفين‭ ‬رئيسيين،‭ ‬أولهما‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بعضلة‭ ‬القلب‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب،‭ ‬وهي‭ ‬النسبة‭ ‬الأقل،‭ ‬ومنها‭ ‬الإصابات‭ ‬الخارجية‭ ‬والضربات‭ ‬المباشرة‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬الصدر‭ ‬والرأس‭ ‬والتي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬التوقيت‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الخطأ‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬القلب‭ ‬أحيانا،‭ ‬وهي‭ ‬حالات‭ ‬نادرة‭.‬

وزاد‭ ‬أن‭ ‬تناول‭ ‬الأدوية‭ ‬والمنشطات‭ ‬والهرمونات‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬بهذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الحرارة‭ ‬والجفاف‭ ‬الشديدين‭ ‬وممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬الأجواء‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬جفاف‭ ‬الجسم‭ ‬ونقص‭ ‬في‭ ‬السوائل‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬كهربية‭ ‬القلب‭.‬

أما‭ ‬الصنف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬لدى‭ ‬الرياضيين،‭ ‬فهي‭ ‬الحالات‭ ‬الأعلى‭ ‬وهي‭ ‬الحالات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بأمراض‭ ‬عضلة‭ ‬القلب‭ ‬وبحسب‭ ‬الدراسات،‭ ‬فإن‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬التي‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬35‭ ‬سنة،‭ ‬تكون‭ ‬مشكلة‭ ‬تضخم‭ ‬عضلة‭ ‬القلب‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬للموت‭  ‬المفاجئ‭ ‬بنسبة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬35‭ %. ‬أما‭ ‬في‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬35‭ ‬سنة‭ ‬وُجد‭ ‬أن‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬عند‭ ‬الرياضيين‭ ‬سببها‭ ‬أمراض‭ ‬الشرايين‭ ‬وأمراض‭ ‬الشرايين‭ ‬التاجية،‭ ‬والتي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الكولسترول‭ ‬في‭ ‬الدم‭  ‬والتدخين‭ ‬وقلة‭ ‬النشاط‭ ‬البدني‭ ‬وارتفاع‭ ‬ضغط‭ ‬الدم‭.‬

عوامل‭ ‬الخطر‭  ‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬عوامل‭ ‬الخطر‭ ‬المؤدية‭ ‬إلى‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬عند‭ ‬الرياضيين‭ ‬تزيد‭ ‬عند‭ ‬أربع‭ ‬فئات،‭ ‬فحسب‭ ‬تصنيف‭ ‬الجنس‭ ‬وجدت‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬الذكور‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للتعرض‭ ‬لحالات‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬عند‭ ‬الرياضيين‭ ‬مقارنة‭ ‬بالإناث‭ ‬بمعدلات‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬9‭ ‬مرات‭. ‬أما‭ ‬الفئة‭ ‬الثانية،‭ ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬معدلات‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬عند‭ ‬الرياضيين‭ ‬تزيد‭ ‬بحسب‭ ‬العرق،‭ ‬فقد‭ ‬ترتفع‭ ‬عند‭ ‬الأمريكان‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬إفريقية‭ ‬بمعدل‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬5‭ ‬مرات‭. ‬أما‭ ‬العامل‭ ‬الثالث،‭ ‬فقد‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬الجهد‭ ‬البدني‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬بالشروط‭ ‬الصحيحة‭ ‬والكيفية‭ ‬السليمة‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭  ‬فرصة‭ ‬التعرض‭ ‬لحالات‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬عند‭ ‬الرياضيين‭ ‬بمعدل‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬4‭ ‬مرات‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الأبرز‭ ‬والعامل‭ ‬الأكبر‭ ‬لموت‭ ‬الرياضيين‭ ‬المفاجئ‭ ‬هو‭ ‬المرتبط‭ ‬بالعوامل‭ ‬الجينية‭ ‬والوراثية‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬75‭ %.‬

الإحصاءات‭ ‬

وأشار‭ ‬الريس‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬وثقت‭ ‬حالات‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬للرياضيين‭ ‬وكلها‭ ‬تعطي‭ ‬نسبا‭ ‬مختلفة،‭ ‬حيث‭ ‬يختلف‭ ‬العدد‭ ‬باختلاف‭ ‬حجم‭ ‬الدول‭ ‬الذي‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬احتساب‭ ‬المعدلات،‭ ‬مفيدا‭ ‬بأن‭ ‬معدلات‭ ‬الإصابة‭ ‬بالموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬المرتبط‭ ‬بممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬تعتبر‭ ‬منخفضة‭ ‬جدا‭ ‬محليا‭ ‬وعالميا‭ ‬ووجد‭ ‬في‭ ‬الإحصاءات‭ ‬خلاف‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الأعداد‭  ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية،‭ ‬وبحسب‭ ‬إحدى‭ ‬دراسات‭ ‬العام‭ ‬2016،‭ ‬فإن‭ ‬المعدل‭ ‬العالمي‭ ‬لهذه‭ ‬الحالات‭ ‬يقارب‭ ‬الحالة‭ ‬الواحدة‭ ‬بين‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬شخص،‭ ‬وهو‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬نسبيا‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬معدل‭ ‬مميت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭.‬

دراسة‭ ‬محلية

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الإحصاءات‭ ‬والتقارير‭ ‬الرسمية،‭ ‬هناك‭ ‬دراسة‭ ‬واحدة‭ ‬أجريت‭ ‬بتضافر‭ ‬جهود‭  ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ووزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬وعدة‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬انتدبت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬اللجنة‭ ‬البحرينية‭ ‬الأولمبية،‭ ‬وتم‭ ‬استعراض‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المؤتمرات‭ ‬المحلية‭ ‬ولم‭ ‬ينشر‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي،‭ ‬إذ‭ ‬وثق‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬رصدها‭ ‬من‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2009‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬وسجلت‭ ‬فيه‭ ‬24‭ ‬حالة،‭ ‬وتبين‭ ‬ان‭ ‬معدلات‭ ‬موت‭ ‬المفاجئ‭ ‬للرياضيين‭ ‬يعتبر‭ ‬قليلا‭ ‬جدا‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬0‭.‬00159‭ %.‬

توصيات

وذكر‭ ‬الريس‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خلافات‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬علمية‭ ‬ضخمة‭ ‬مثل‭ ‬جمعية‭ ‬القلب‭ ‬الأمريكية‭ ‬والكلية‭ ‬الأمريكية‭ ‬للطب‭ ‬الرياضي‭ ‬والاتحاد‭ ‬الدولي‭ (‬الفيفا‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬تنصح‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬بتوصيات‭ ‬مختلفة،‭  ‬في‭ ‬حين‭ ‬يرى‭ ‬بعضها‭ ‬الفحص‭ ‬الطبي‭ ‬غير‭ ‬إلزامي،‭ ‬منها‭ ‬الفحوصات‭ ‬التخصصية‭ ‬للقلب،‭ ‬ترى‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬إلزامية‭ ‬الفحص‭ ‬للاعبين‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬التوصيات‭ ‬اتفقت‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الفحوصات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتاريخ‭ ‬المرضي‭ ‬العائلي؛‭ ‬لقياس‭ ‬مدى‭ ‬خطر‭ ‬التعرض‭ ‬المفاجئ‭ ‬للموت‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التفاصيل‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬السماح‭ ‬لممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬التنافسية‭ ‬أو‭ ‬التوقف‭ ‬عنها،‭ ‬مردفا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفحوصات‭ ‬رغم‭ ‬دقتها‭ ‬تعطي‭ ‬نتائج‭ ‬مغلوطة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭.‬

العلامات‭ ‬الحمراء‭ ‬

وعلى‭ ‬صلة،‭ ‬بين‭ ‬الريس‭ ‬أن‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬للرياضيين‭ ‬لم‭ ‬يعانوا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬علامات‭ ‬مسبقة،‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬حالتهم‭ ‬الصحية‭ ‬سليمة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬قليلا‭ ‬منهم‭ ‬قد‭ ‬يكتشف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العلامات‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أخذ‭ ‬التاريخ‭ ‬العائلي‭ ‬وفحوصات‭ ‬القلب‭ ‬المتقدمة‭ ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬الرياضة‭ ‬ومراجعة‭ ‬الطبيب‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬ملاحظة‭ ‬إحدى‭ ‬علامات‭ ‬الخطر‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬كالتعرض‭ ‬للإغماء‭ ‬والتعرض‭ ‬إلى‭ ‬النوبات‭ ‬التشنجية‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭.‬

وأضاف‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الخطر‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬مراجعة‭ ‬الطبيب‭ ‬هي‭ ‬النفس‭ ‬القصير‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالآخرين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬صعوبة‭ ‬التنفس‭ ‬وارتفاع‭ ‬وسرعة‭ ‬نبضات‭ ‬القلب،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علامات‭ ‬خطر‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬الدوخة‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬وآلام‭ ‬الصدر‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬الكتف‭ ‬الأيسر‭ ‬أو‭ ‬الفك‭ ‬العلوي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التعب‭ ‬الشديد‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬العلامات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬الانتباه‭ ‬لها‭ ‬وإجراء‭ ‬الفحوصات؛‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬قابلية‭ ‬الشخص‭ ‬للتعرض‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الإصابة‭.‬

الوقاية

وفي‭ ‬ذات‭ ‬الاتجاه،‭ ‬أكد‭ ‬الريس‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬التقليل‭ ‬بنسبة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬التعرض‭ ‬للموت‭ ‬عند‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬وتكون‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭  ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬باتباع‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬الصحية،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬القلب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقليل‭ ‬نسبة‭ ‬التدخين‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬السمنة‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬مرض‭ ‬السكري‭ ‬وارتفاع‭ ‬الكولسترول‭ ‬والدهون‭ ‬الضار،‭ ‬واعتبرها‭ ‬القواعد‭ ‬الأساسية‭ ‬لصحة‭ ‬القلب‭.‬

وأردف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الخطوات‭ ‬المهمة‭ ‬للوقاية‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬الإصابة‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬عند‭ ‬الرياضيين،‭ ‬ومنها‭ ‬الوقاية‭ ‬الأولية‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬منع‭ ‬حدوث‭ ‬الإصابة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إجراء‭ ‬البرامج‭ ‬الفحصية‭ ‬والاختبارات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬ودراسة‭ ‬التاريخ‭ ‬العائلي‭ ‬للشخص‭ ‬وتقييم‭ ‬عوامل‭ ‬الخطر‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬العوامل‭ ‬الوراثية‭ ‬والإجهاد‭ ‬البدني‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الفحوصات‭ ‬والكشف‭ ‬الدوري‭ ‬المستمر‭ ‬والكشف‭ ‬المبكر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراء‭ ‬بعض‭ ‬الفحوصات‭ ‬وأخذ‭ ‬التاريخ‭ ‬المرضي‭ ‬للرياضيين‭ ‬قد‭ ‬يفيد‭ ‬بنسب‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الأكثر‭ ‬عرضه‭ ‬للتعرض‭ ‬لحالات‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الوقاية‭ ‬وتقليل‭ ‬معدل‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬العائلي‭ ‬مهم‭ ‬جدا،‭ ‬فقد‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يموت‭ ‬أحد‭ ‬أقاربهم‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬مبكر‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬50‭ ‬سنة،‭ ‬فإنه‭ ‬يتطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بإجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالقلب‭ ‬وذلك‭ ‬يعود‭ ‬للعوامل‭ ‬الوراثية‭.‬

وأكد‭ ‬أنه‭ ‬بوجود‭ ‬خطه‭ ‬طوارئ‭ ‬محكمة‭ ‬ووجود‭ ‬مختصين‭ ‬متمكنين‭ ‬من‭ ‬الانقاذ‭ ‬والإسعافات‭ ‬الأولية،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬خطه‭ ‬الطوارئ‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬فيها‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬وخصوصا‭ ‬التي‭ ‬يكثر‭ ‬فيها‭ ‬توافد‭ ‬الناس‭ ‬وكذلك‭ ‬الأشخاص‭ ‬والرياضيين،‭ ‬مؤكد‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬وجود‭ ‬الأشخاص‭ ‬المتخصصين‭ ‬والمهتمين‭ ‬بإجراء‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬واستخدام‭ ‬الأجهزة‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الإنقاذ‭.‬

جهاز‭ ‬مضاد‭ ‬الرجفان

وبناء‭ ‬عليه،‭ ‬أفاد‭ ‬الريس‭ ‬أن‭ ‬الوقاية‭ ‬الثانوية‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬للرياضين‭ ‬تتضمن‭ ‬التعامل‭ ‬الطارئ‭ ‬مع‭ ‬حدث‭ ‬النوبة‭ ‬القلبية‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معه؛‭ ‬لمنع‭ ‬تحولها‭ ‬إلى‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإنعاش‭ ‬القلبي‭ ‬الرئوي‭ ‬وجهاز‭ ‬مضاد‭ ‬الرجفان‭ ‬عبر‭ ‬وجود‭ ‬خطة‭ ‬طوارئ‭ ‬محكمة‭ ‬يتم‭ ‬التدرب‭ ‬عليها‭ ‬باستمرار،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحدث‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬سكتة‭ ‬قلبية‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬وتفعيل‭ ‬خدمات‭ ‬الطوارئ‭ ‬بسرعة‭ ‬قصوى‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬جهاز‭ ‬مضاد‭ ‬الرجفان،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬المهمة‭ ‬جدا‭ ‬والذي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬إرسال‭ ‬صدمات‭ ‬الكهربائية‭ ‬في‭ ‬عضلة‭ ‬القلب،‭ ‬وحيث‭ ‬وجدت‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬جهاز‭ ‬مضاد‭ ‬الرجفان‭ ‬القلبي‭ ‬والإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬الصحيحة‭ ‬كالإنعاش‭ ‬القلبي‭ ‬الرئوي‭ ‬إذا‭ ‬تمت‭ ‬خلال‭ ‬الدقائق‭ ‬الخمس‭ ‬الأولى،‭ ‬فإنها‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬معدل‭ ‬ونسبة‭ ‬النجاة‭ ‬60‭ %.‬

وأورد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬أفادت‭ ‬بأن‭ ‬الاستخدام‭ ‬الصحيح‭ ‬والأمثل‭ ‬لجهاز‭ ‬مضاد‭ ‬الرجفان‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬الدقيقة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬فإن‭ ‬الوفيات‭ ‬تتضاءل‭ ‬بنسبة‭ ‬90‭ % ‬عن‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭ ‬بمعدل‭ ‬7‭ % ‬عن‭ ‬كل‭ ‬دقيقه‭ ‬تأخير،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الإسراع،‭ ‬وهي‭ ‬الطريقة‭ ‬الصحيحة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الأسرع‭ ‬للإنقاذ‭.‬

الوقاية‭ ‬المتقدمة‭ ‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الوقاية‭ ‬المتقدمة‭ ‬للرياضيين‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬النوبات‭ ‬القلبية‭ ‬تشمل‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذي‭ ‬حالفهم‭ ‬التوفيق‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة‭ ‬بالنوبة‭ ‬القلبية،‭ ‬وهي‭ ‬الخضوع‭ ‬لفحوصات‭ ‬متقدمة‭ ‬أو‭ ‬إجراء‭ ‬عمليات‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬الطبي‭ ‬المناسب‭ ‬حول‭ ‬عودة‭ ‬اللاعب‭ ‬أو‭ ‬توقفه‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬التنافسية‭.‬

وأوضح‭ ‬الوقاية‭ ‬تشمل‭ ‬الحماية‭ ‬الرياضية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تعرضه‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬نوبة‭ ‬قلبية‭ ‬أخرى،‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التشخيص‭ ‬دقيقا‭ ‬للإصابة،‭ ‬وعناية‭ ‬متقدمة‭ ‬للقلب‭ ‬يتم‭ ‬تشخيص‭ ‬الحالة‭  ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬أسباب‭ ‬الإصابة‭ ‬وأهم‭ ‬طرق‭ ‬العلاج‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ‭ ‬العائلي‭ ‬للاعب‭ ‬الرياضي‭.‬

تقييم‭ ‬ذاتي

وأشار‭ ‬الريس‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم‭ ‬الصحية‭ ‬والرياضية‭ ‬التابعة‭ ‬لجامعة‭ ‬البحرين‭. ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬عبدالله‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬استبانة‭ ‬قياس‭ ‬مخاطر‭ ‬التعرض‭ ‬للموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬المرتبطة‭ ‬بممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬والنشاط‭ ‬البدني،‭ ‬وتعتمد‭ ‬الاستبانة‭ ‬على‭ ‬صيغه‭ ‬أسئلة‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬الشخص‭ ‬بتقييم‭ ‬نفسه‭ ‬بنفسه،‭ ‬واستندت‭ ‬الاستبانة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬خلصت‭ ‬إليه‭ ‬التوصيات‭ ‬العالمية‭ ‬مثل‭ ‬جمعية‭ ‬القلب‭ ‬الأمريكية‭ ‬وغيرها‭.‬

وتمت‭ ‬مراجعة‭ ‬الاستبانة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الاستشاريين‭  ‬في‭ ‬القلب،‭ ‬واستشاريين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭ ‬الرياضي‭ ‬والعلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬وفسيولوجيا‭ ‬الجهد‭ ‬البدني،‭ ‬كما‭ ‬تمت‭ ‬مراجعته‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬10‭ ‬متخصصين‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي؛‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الصيغة‭ ‬النهائية‭ ‬له‭.‬

ومن‭ ‬المؤمل‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬متابعة‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬بإجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬مختبرية‭ ‬وفحوصات‭ ‬القلب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الفحوصات‭ ‬بحسب‭ ‬الحاجة‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الدراسة؛‭ ‬باعتبارها‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬العوامل‭ ‬المرتبطة‭ ‬بخطر‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬ومدى‭ ‬تواجدها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وقد‭ ‬تتبعه‭ ‬مراحل‭ ‬بحثية‭ ‬أخرى‭ ‬تتعلق‭ ‬ببعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬والفحوصات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بصحة‭ ‬القلب‭.‬

لا‭ ‬للتهويل‭ ‬

وختم‭ ‬الريس‭ ‬بأن‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬والتوعية‭ ‬بها‭ ‬لا‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬التخويف‭ ‬التهويل،‭ ‬وليس‭ ‬دعوة‭ ‬للامتناع‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬أثبتته‭ ‬الدراسات‭ ‬من‭ ‬فوائد‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬لصحة‭ ‬القلب،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬معدلات‭ ‬الإصابة‭ ‬المنخفضة‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الإصابات‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الوقاية‭ ‬وأهمها‭ ‬اجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬الدورية،‭ ‬وإعداد‭ ‬خطة‭ ‬الطوارئ‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬النوبات‭ ‬القلبية‭ ‬ومعرفة‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬والتعامل‭ ‬السريع‭ ‬مع‭ ‬الحدث‭ ‬وتقديم‭ ‬الإنعاش‭ ‬القلبي‭ ‬الرئوي‭ ‬واستخدام‭ ‬جهاز‭ ‬مضاد‭ ‬الرجفان‭.‬

ودعا‭ ‬اختصاصي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬وتأهيل‭ ‬الإصابات‭ ‬الرياضية‭ ‬محمد‭ ‬الريس‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية،‭ ‬وهو‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬كيفية‭ ‬الإنعاش‭ ‬القلبي‭ ‬الرئوي،‭ ‬داعيا‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬جهاز‭ ‬مضاد‭ ‬الرجفان‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأماكن‭ ‬والساحات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬فيها‭ ‬المناسبات‭ ‬الرياضية‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬معدلات‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬عند‭ ‬الرياضيين‭.‬