الجيش طلب مليارات إضافية في ميزانيته المقبلة لتعزيز القدرات الهجومية
تعنت إيران في الملف النووي يقرب إسرائيل من الخيارات العسكرية
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إن التهديد الأكبر لبلاده يتمثل في حيازة إيران أسلحة نووية، ما يتطلب منها “زيادة الاستعداد وتوسيع بناء القوة”. ويأتي تصريح غانتس بعد التصعيد الإيراني الأخير فيما يتعلق بقدرتها على تخصيب اليورانيوم ووسط توقعات الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني بفشل مفاوضات فيينا والعودة إلى الاتفاق النووي.
وكانت إسرائيل من بين أبرز الأطراف الرافضة للعودة إلى الاتفاق النووي وهي تدعم تشديد الضغوط على إيران، بل واستهداف منشآتها النووية، بل واتهمت مخابراتها بتنفيذ تفجيرات في مفاعلات إيرانية.
كما تحدث غانتس عن التهديدات التي تمر بها إسرائيل في الآونة الأخيرة بسبب النفوذ الإيراني المتزايد وسط غياب الردع الأميركي المعتاد.
وقال الوزير الإسرائيلي في كلمة له خلال احتفال عسكري بقاعدة ديان في منطقة “جليلوت” قرب تل أبيب (وسط)، نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن الشرق الأوسط يمر “بتغير جذري”، معتبرا أن هناك عددا من التحديات التي تواجه إسرائيل.
وأوضح “بالنسبة للتحديات هناك تفكك لبنان، والتهديدات من سوريا إلى جانب التموضع (الإيراني) بها”، بحسب المصدر ذاته.
وتابع “كل التهديدات تتطلب منا الإسراع وزيادة استعدادنا لإنجاز مهمتنا”.
وأضاف “وأمام أكبر تهديد وهو تسلح إيران بالسلاح النووي، فلا يوجد لدينا خيار سوى توسيع بناء القوة، ومواصلة الاعتماد على العنصر البشري وتكييف أدواتنا وبرامجنا”.
من جانبها، أفادت قناة “كان” الرسمية، مساء الأربعاء، بأن الجيش الإسرائيلي طلب مليارات إضافية في ميزانيته القادمة للتحضير لهجوم على إيران.
وطالب الجيش خلال مفاوضات أولية حول الميزانية مع وزارة المالية بإضافة مليارات الشواكل (الدولار يساوي 3.28 شيكل)، “من أجل تعزيز والحفاظ على القدرات الهجومية ضد إيران”.
وتستعد إسرائيل لاحتمال عدم تمكن القوى العظمى من التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران في الفترة المقبلة، بحسب القناة.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية الحالية، فإن إيران على بعد أقل من عام من امتلاك أسلحة نووية، وفق ذات المصدر.
ويتهم الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي ومن ورائه المتشددين بالعمل على إنهاء المفاوضات النووية في فيينا؛ بسبب رفضهم العودة إلى الاتفاق النووي، في حين أكد مصدر دبلوماسي أن إيران ليست مستعدة لاستئناف المفاوضات على معاودة الالتزام باتفاق 2015 النووي قبل أن يتولى رئيسي السلطة.
وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، الأربعاء إن إيران نقلت هذا الموقف للمسؤولين الأوروبيين الذين يعملون وسطاء في المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران.
وأضاف “هم ليسوا مستعدين للعودة قبل (تشكيل) الحكومة الجديدة”، قائلا إنه لم يتضح بعد ما إذا كان ذلك يعني لحين تولي رئيسي السلطة رسميا في الخامس من أغسطس أو تعيين حكومته الجديدة.
ومضى يقول “ربما لا يحدث ذلك (استئناف المحادثات) قبل منتصف أغسطس”.
وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس الخميس إن الولايات المتحدة كانت مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران، لكنها طهران طلبت مزيدا من الوقت بسبب عملية الانتقال الرئاسي.
وقالت متحدثة باسم الوزارة “كنا مستعدين لمواصلة المفاوضات، لكن الإيرانيين طلبوا مزيدا من الوقت؛ من أجل الانتقال الرئاسي”.
وأضافت “عندما تنتهي إيران من هذه العملية، فسنكون حينها مستعدين لتخطيط عودتنا إلى فيينا لمواصلة محادثاتنا... لا نزال مهتمين بالعودة المشتركة للالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، غير أن هذا العرض لن يظل مطروحا للأبد (مثلما أوضح وزير الخارجية أنتوني بلينكن)”.
واستؤنفت في فيينا عاصمة النمسا، في 12 يونيو الماضي، جولة سادسة من مفاوضات انطلقت في أبريل، لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وفي 2015، وقعت إيران الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا، قبل أن تنسحب منه واشنطن في 2018 إدارة الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب.