العدد 4650
الخميس 08 يوليو 2021
banner
الجائزة
الخميس 08 يوليو 2021

‎حينما اتصل بي الأخ العزيز الدكتور يوسف محمد إسماعيل مدير إدارة وسائل الإعلام، ليخبرني بالفوز بجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة “فئة أفضل عمود رأي” شعرت ككاتب أفنى حياته في الصحافة بكآبة المنهزم لا سعادة المنتصر والسبب يعود إلى فقدي لآباء وأساتذة ومربين طوقوني بحبهم كنت أتمنى وجودهم في هذه اللحظة واليوم لرد الجميل ونثر الورود تحت أقدامهم، وأول الآباء سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، القائد والوالد الذي مدنا بالقوة والعطاء والايمان القوي والبذل بسخاء من اجل البحرين، ثم والدي الأديب والصحافي محمد الماجد رحمه الله الذي أهداني مطلع الثمانينات مجموعته القصصية الثالثة “الرقص على أجفان الظلام” وكتب في الصفحة الأولى “إلى ابني أسامة.. واصل القراءة والكتابة وأتمنى أن تكون كاتبا أحسن مني”. وبعدهما الكاتب الصديق خالد البسام رحمه الله، أول من أشربني من أباريق فردوس كتابة العمود اليومي في الزميلة الأيام منتصف التسعينات.

‎كان حب الصحافة يستيقظ في كل صباح، غطست في بحرها ممسكا بحبل الأمانة والإخلاص والتضحية والصبر والمعاناة والجهد الطويل المستمر، وقاومت الأمواج والرياح المتلاطمة لأكثر من 26 عاما حتى ضعف البصر وسلمت نفسي لوحش “الضغط” المفترس، ولم يكن في مقدوري اختيار حياة أخرى، حياة حرة برفقة راحة البال والخروج من حدود بلاط صاحبة الجلالة، فأنا ممنوع من الخروج ولا يسمح لي أبدا بالنظر من النافذة ومد ذراعي لتغطيها وتلامسها الشمس، فبمجرد التفكير في ذلك يضطرب صدري ويضرم متوقدا وتلمع عيناي لأنني أحيا من أجل الصحافة ولا شيء غير ذلك.

‎لقد رضعت محبة الصحافة مع الحليب، في البيت، في المدرسة، في الشارع، في كل مكان يخطر على البال، واذا كانت الحياة تقتصر على تطبيق تعاليم معينة، فأهدي هذه الجائزة لكل من تعلمت منه واتكأت عليه لأمشي من أجل الوصول الى نقطة الانطلاق، لأنني في الحقيقة لم أصل بعد، فالصحافة كوجه البحار ليس لها حدود.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .