+A
A-

دلائل تعاطي المخدرات

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اختلاف‭ ‬الأديان‭ ‬والأوطان‭ ‬والملل‭ ‬والعقائد‭ ‬والطوائف‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬يتحد‭ ‬ضد‭ ‬آفة‭ ‬المخدرات،‭ ‬وأصبحت‭ ‬مكافحتها‭ ‬واجبا‭ ‬دينيا‭ ‬وأخلاقيا‭ ‬ووطنيا،‭ ‬ولا‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬المكافحة‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬ينبغي‭ ‬أيضا‭ ‬الإرشاد‭ ‬عن‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تفيد‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬انتشار‭ ‬المخدرات،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الأولياء‭ ‬مراقبة‭ ‬تصرفات‭ ‬أبنائهم‭ ‬ليتمكنوا‭ ‬من‭ ‬اكتشاف‭ ‬المشكلة‭ -‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭- ‬قبل‭ ‬تفاقمها،‭ ‬فتعاطي‭ ‬المخدر‭ ‬ينتهي‭ ‬غالبا‭ ‬إلى‭ ‬إدمانه،‭ ‬وإدمانه‭ ‬يهدد‭ ‬ضحاياه‭ ‬المباشرين‭ ‬وغير‭ ‬المباشرين‭ ‬بأخطار‭ ‬فادحة،‭ ‬فالمخدر‭ ‬يتلف‭ ‬تدريجيا‭ ‬مداركهم‭ ‬وينتهي‭ ‬بعدد‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬الجنون‭ ‬أو‭ ‬الانتحار‭ ‬أو‭ ‬السجن‭.‬

وهناك‭ ‬دلائل‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬التعاطي،‭ ‬والواقع‭ ‬يقر‭ ‬أن‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬يحدث‭ ‬أسوأ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬المدمن،‭ ‬فتراه‭ ‬عصبي‭ ‬المزاج‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬الضغط‭ ‬العصبي‭ ‬الناتج‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الحياتية،‭ ‬ويميل‭ ‬للابتعاد‭ ‬والانطواء‭ ‬وقد‭ ‬ينهار‭ ‬عاطفيا،‭ ‬ويفقد‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬العائلية‭ ‬أو‭ ‬الزوجية،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬جميع‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬أن‭ ‬المتعاطي‭ ‬يتميز‭ ‬بضعف‭ ‬الإرادة‭ ‬والميل‭ ‬إلى‭ ‬اللامبالاة‭ ‬ويبتعد‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬ويكره‭ ‬العلم‭ ‬والعمل،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلاحظ‭ ‬تدهور‭ ‬صحة‭ ‬ابنه،‭ ‬وقد‭ ‬يتأخر‭ ‬بعض‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬الخطيرة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يتحول‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬متعاطٍ‭ ‬إلى‭ ‬مدمن‭ ‬يصعب‭ ‬علاجه؛‭ ‬لذا‭ ‬ننبه‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬ملاحظة‭ ‬وجود‭ ‬آثار‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬الإدمان،‭ ‬وهي‭ ‬ضمور‭ ‬جسم‭ ‬المدمن‭ ‬وشحوب‭ ‬وجهه‭ ‬وتغير‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬مشيته‭ ‬وضعف‭ ‬أعصابه،‭ ‬والمدمن‭ ‬يستنفد‭ ‬مصروفه‭ ‬اليومي‭ ‬أو‭ ‬الأسبوعي‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬متأخرة‭ ‬من‭ ‬الإدمان،‭ ‬فإن‭ ‬المدمن‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬جنائية‭ ‬يعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬بعقوبات‭ ‬شديدة‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬إرادة‭ ‬لأن‭ ‬المدمن‭ ‬هدفه‭ ‬هو‭ ‬شراء‭ ‬المخدر‭ ‬سواء‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬بالسرقة‭ ‬أو‭ ‬الاحتيال‭ ‬أو‭ ‬بأية‭ ‬طريقة‭ ‬أخرى‭.‬

ويمكن‭ ‬لولي‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬العلامات‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الإدمان‭ ‬وتشير‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬للتعاطي‭ ‬وهذه‭ ‬الدلائل‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬بسيطة‭ ‬إلى‭ ‬خطيرة،‭ ‬وهي‭ ‬احمرار‭ ‬العين‭ ‬باستمرار‭ ‬والتعرق‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬البارد‭ ‬وسرعة‭ ‬الإحساس‭ ‬بالتعب‭ ‬والإرهاق‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬رغم‭ ‬تعلقه‭ ‬بهذه‭ ‬الألعاب،‭ ‬والسهر‭ ‬ليلا‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭ ‬ومرافقة‭ ‬المدمنين‭ ‬والإهمال‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الأنشطة،‭ ‬وإن‭ ‬رأى‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬ظهور‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدلائل،‭ ‬فعليه‭ ‬أن‭ ‬يعرض‭ ‬المدمن‭ ‬على‭ ‬المختصين‭ ‬وأن‭ ‬يسرع‭ ‬ويحسن‭ ‬التصرف،‭ ‬فالوقاية‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬العلاج؛‭ ‬لنتقي‭ ‬شر‭ ‬المخدرات‭.‬