+A
A-

الأهلي المصري.. ما السبب وراء تراجع مستوى الفريق مؤخرًا؟

حالة من الغضب سيطرت على جمهور الأهلي المصري، بعد تعادل الفريق أمام الجونة، ضمن منافسات الدوري المصري الممتاز، في نفس اليوم، الذي أسفرت خلاله قرعة البطولة الإفريقية عن وقوع النادي القاهري أمام صن داونز بالدور ربع النهائي.

واختلفت الآراء حول سبب تذبذب مستوى الأهلي، البعض يرى أن الإصابات قللت من جودة الفريق، وهناك من ربط بين جدول المباريات المزدحم وتراجع النتائج محليًا، وآخرون يضعون المسؤولية على عاتق موسيماني، وأنه حتى الآن لم يستطع الوصول بالفريق إلى مستوى مرضي.

جدير بالذكر، أن الأهلي المصري يحتل المركز الثاني بالدوري الممتاز برصيد 37 نقطة حصدها خلال 16 مباراة خلفًا لنادي الزمالك صاحب الـ40 نقطة، لكن من خلال 18 لقاء، أي بفارق مباراتين عن الأهلي، الذي حقق أربع نقاط فقط خلال الثلاث مباريات الأخيرة بالدوري الممتاز.

ليبقى السؤال الأهم، كيف يعود النادي القاهري إلى مساره الصحيح من جديد؟

سبب واحد لا يكفي

يقول الناقد الرياضي محمد طلبة إنه من الصعب الربط بين تراجع مستوى النادي الأهلي وسبب واحد فقط من الأسباب التي يذكرها الجمهور، "في الحقيقة، لدينا عديد من الأسباب للمستوى الذي يظهر به الأهلي، وهنا تكمن المشكلة الأكبر، أن الوصول لمستوى أفضل يحتاج إلى مجهود كبير من النادي الأحمر".

 يضيف طلبة لموقع "سكاي نيوز عربية": "الفريق مع موسيماني لم يستقر على طريقة لعبة ثابتة حتى الآن، وقبل حتى زيادة عدد الإصابات بالفريق، لم يكن هناك تشكيل ثابت أو على الأقل شبه ثابت، وهذا ينعكس على أداء اللاعبين، الفريق يقدم مستوى باهت لا يرضي الجمهور".

ويتابع طلبة: "الأهلي يعاني على المستوى الهجومي بشكلٍ عام، بسبب سوء التصرف المستمر من عناصره أمام المرمى، وهذا يتطلب عمل كبير من المدرب، لأن الفريق بالمباريات المقبلة، لن يكون أمامه فرصة لتعويض الفرص، وربما تكون الفرصة الضائعة القادمة سبب في الخروج من بطولة".

على الجانب الآخر، يشير الناقد الرياضي إلى أن مستوى الفريق دفاعيًا تتطور مع موسيماني لكن الإصابات الحالية هي السبب وراء الأهداف التي استقبلها الفريق مؤخرًا من أخطاء ساذجة، على حد تعبيره، "بعودة ثنائية بدر بانون وأيمن أشرف، سيستعيد الفريق قوته الدفاعية من جديد".

أزمة الإصابات

يوضح طلبة أن المدة الزمنية التي يحتاجها لاعبو الأهلي للعودة من الإصابة تمثل علامة استفهام كبيرة للجمهور، "هناك لاعبين فقدهم الأهلي تمامًا مع الإصابة مثل محمد محمود وكريم نيدفيد، وهناك لاعبين تضاعفت مدة غيابهم مثل علي معلول، لذا فإن إدارة الأهلي عليها التحقيق في الأمر، والوصول إلى السبب الحقيقي لتلك الأزمة".

ويردف: "الأمر يتعلق بتجهيز اللاعبين بدنيًا للمباريات، والتعامل الأمثل مع الإصابة، وتحديد مدى خطورتها، وتأهيل المصابين لذا فإن أصل المشكلة سيكون في إحدى تلك العمليات، أو جميعها، وتلك الأزمة تحتاج إلى قرارات حاسمة من إدارة القلعة الحمراء، وإلا ازدادت الأمور سوءًا في فترة يحتاج الفريق إلى كل لاعب".

جدول مزدحم

"لا مفر من استكمال بطولة الدوري الممتاز بتلك الطريقة، حفاظًا على مسابقة الموسم المقبل"، هكذا استهل طلبة حديثه حول ازدحام جدول مباريات الأهلي خلال الفترة المقبلة.

ويتابع: "اعتدنا أن يأخذ كل فريق وقت كبير للراحة قبل كل مباراة خاصة إذا كانت قارية، لكن عالميًا كل الفرق الكبيرة التي تشارك في أكثر من بطولة تخوض مبارياتها بهذا الشكل، مانشستر سيتي على سبيل المثال، كان يخوض نهائي الكأس الأحد الماضي، وخاض لقاء الذهاب من الدور نصف نهائي بدوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان، ليخوض يوم الأحد لقاء بالدوري المحلي أمام كريستال بالاس".

كما يوضح طلبة أن ازدحام جدول مباريات الأهلي طبيعي لأنه نادي بطولة، "الأندية الكبيرة التي تبحث عن الفوز بلقب أي بطولة، مثل الأهلي، من الطبيعي أن يكون جدول مبارياتها مزدحم، لأنك تحاول الحفاظ على مكانتك، إذا أردت تخفيف جدول مبارياتك، يمكنك الخروج من واحدة من البطولات التي تشاركها بها، لكن هل سيقبل الجمهور الأحمر ذلك؟!".

 "الأعذار التي يخلقها الجمهور بمساعدة إدارة النادي الأهلي، ربما تساعد في شعور اللاعبين بأن لديهم مبررات تكفي لتقديم أداء ضعيف، لذا على الفريق تقبل الوضع الحالي، وبذل كل نقطة عرق من أجل الوصول لأبعد مكان في كل بطولة يشارك بها".

ويختم الناقد الرياضي: "يجب على موسيماني الاستقرار على أسلوب لعب ثابت، وتطوير عناصر الفريق، والإدارة تحتاج إلى إيجاد حل نهائي لأزمة الإصابات، وجدول المباريات المزدحم طبيعي ومنطقي لـ(فريق بطل)، على الأهلي الاقتناع بأنه يعاني من أزمات داخلية، يحتاج إلى حلها، وعدم وضع أي مبررات لتقديم مستويات لا تليق بقيمة القلعة الحمراء".