العدد 4516
الأربعاء 24 فبراير 2021
banner
التعالي على الصحافة الفنية بسكين “التكتم”
الأربعاء 24 فبراير 2021

لا أقيم ولا أنتقد ولا أحلل، لكنني أحاول تسليط الضوء على ماهية الحركة الجديدة عند بعض رموز الدراما الخليجية إن صح هذا التعبير ومواقفها الباهتة الخالية من الحكمة والتعالي على الصحافة الفنية ونكران كنز عطائها المتميز والفريد ودورها التاريخي الكبير في الوقوف مع الفنان الخليجي وإبرازه إلى العالم العربي منذ خطواته الأولى.

الحركة الجديدة التي أتحدث عنها هي تجاهل الصحافة الفنية ووضعها على الأوراق والغصون لتتمايل بحثا عن الشمس والضوء بمصطلح يمزق الإبداع الخليجي بسكين الغباء وهو “تكتم شديد على تصوير المسلسل” وقذف لوحة الصحافة بعيدا وطمسها بألوان سوداء، فهم يخافون – أي الرموز - من الصحافة أن تمزق أستار غموض المسلسل وأن تكشف فلسفته الجمالية ودرجة كماله وباب الخلق الفني، وكأننا نحاول عبثا الوصول إلى شكسبير ونظرته الخاصة إلى العالم ومعرفة سبب إعجاب مئات الملايين من الناس في مختلف قارات الأرض بكتاباته وأعماله، وليس الدخول إلى موقع تصوير مسلسل خليجي عادي سينساه المشاهد بعد انتهاء عرضه بساعات قليلة فقط وسيدور في فلك الضياع.

الصحافة الفنية يا “رموز الدراما الخليجية” من صميم الحياة بل هي الحياة نفسها بما انطوت عليه من دمعة وابتسامة، كما أنها القاعدة الحقيقية للفن في كل مجتمع ولا يمكن لأي عمل فني أن يتلألأ نجمه بعيدا عن الصحافة، ولماذا نحوم حول الجدول بلهفة المحب، نسألكم هنا.. عندما يتم تكريمكم ومنحكم الجوائز والأوسمة تبحثون عن الصحافة بشكل مثالي لنشر خبر التكريم وتتحول مكاتبكم الإعلامية ومؤسساتكم الإنتاجية إلى أجنحة كبيرة تغطي الوطن العربي لنشر الخبر والتعريف بالقوة الخالدة والعقل المبدع، لكن حين تطلب الصحافة وبدافع رسالتها النبيلة وهدفها الأسمى الدخول إلى موقع تصوير مسلسلكم ليس لنقل كل شيء، إنما بما يلائم أحقية المشاهد في معرفة تفاصيل الحياة الفنية التي يتابعها، نجدكم غير مكترثين ومنزعجين وكأن الصحافة مصيبة أو كارثة.

سر القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي يكونها الفنان هو تواضعه للصحافة وتقديرها وترديد موسيقاها الجميلة على أسماع الدنيا.

جملة للتاريخ.. حينما علم المخرج القدير أحمد يعقوب المقلة خلال تصوير مسلسل “ظل الياسمين” أن فريق إنتاج المسلسل لم يسمح لأحد الصحافيين بدخول الموقع وإرغامه على المغادرة، أوقف التصوير ووبخ فريق الإنتاج واتصل شخصيا بالصحافي ودعاه إلى الحضور في أي وقت.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .