يعرف رأس المال النفسي بحالة الإنسان النفسية الإيجابية التي من ملامحها التمتع بالثقة بالنفس وبالكفاءة الذاتية، والتمسك بالتفاؤل وتوقع النجاح في الحاضر والمستقبل، والتسامح مع الماضي وتقدير الحاضر، والسعي وراء فرص المستقبل حيث تسعى العديد من المنظمات اليوم إلى تنمية رأس المال النفسي الإيجابي. واتضح حسب الدراسات أن الأشخاص الأسعد في العمل هم أكثر إنتاجية من الأشخاص الأقل سعادة بنسبة 47 %، وهناك عناصر ملهمة تشير إلى السعادة في العمل وفقًا لجيسكا بريس جونس في كتابها “السعادة في العمل” جاء فيه:

أولا: المشاعر الإيجابية: إنفاق بعض الوقت للبحث عن أشياء نكون ممتنين لها في حياتنا والتأمل فيما نراه جميلًا، ومدى مساهمتنا في خلق هذا الشيء الجميل كهويتنا القديمة، وقضائنا أوقاتا مع الأشخاص الذين يهمنا أمرهم مثل الأصدقاء والأهل والأطفال.

ثانيا: الاندماج: الذي يعني الشعور الغامر بالتدفق أثناء أداء مهمة ونشاط محبب ومثير للتحدي يتلاءم مع مهارتنا وقدرتنا كالقراءة أو الكتابة أو الرسم، وممارسة صنعة محببة وتركيز نقاط قوة لدى الموظفين وإسناد المهمات المناسبة لهم في تعزيز شعورهم بالسعادة.

ثالثا: العلاقات: التي تعني التفاعل مع الآخرين كالشركاء وأفراد الأسرة ورؤساء وزملاء العمل وأعضاء المجتمع المحيط وتتضمن مشاعر الحب والمساندة والتقدير يمكن أن تترك أثرها الإيجابي على صحة الجسد والنفس ويمكن تنمية العلاقات بتشارك الأخبار السعيدة والاهتمام والتواصل المستمر.

رابعا: المعنى: لكي يكون لحياتنا معنى ينبغي أن نشعر بأهمية ما نقوم به وأن تكون لدينا أهداف تعيننا على التركيز على ما هو مهم حقًا عندما نواجه التحديات، ولا يهم أن يكون المعنى في أعمالنا أو في أوقاتنا فراغًا كأن نتطوع أو نمضي وقتًا مع أشخاص يحتاجون رعاية.

خامسا: الإنجاز: يأتي الشعور بالسعادة من شعورنا بالإنجاز عندما ننظر وراءنا ونرى محققا من أهداف وليس بالضرورة أن تكون أهدافنا كبيرة، إذ يكفي أحيانًا هدف صغير قابل لتحقيق إثارة شعور بارد، فلا يمكن الشعور بالسعادة مع إهمال النشاط الجسدي، ولهذا ينصح بالبحث عن فرص للنشاط وتكوين عادات طيبة كالمشي واستخدام السلالم بدلًا من المصاعد والتغذية السليمة والصحية من أجل عيش حياة سعيدة.

خلاصة القول، هناك أهمية لرأس المال النفسي؛ كونه امتداد لأنواع أخرى من رأس المال مثل رأس المال البشري المهتم بتطوير العاملين وتدريبهم ورأس المال الاجتماعي الذي يشير إلى العلاقات العائلية والأصدقاء ومحيط المجتمع وهنا يتميز “رأس المال النفسي” عن البقية، بأنه الحالة النفسية الإيجابية المكونة من 4 ركائز، هي: (الكفاءة الذاتية، التفاؤل، الأمل والمرونة)، وهي الحالة النفسية الإيجابية للفرد القابلة للتطوير وتسهم في وضع الأطر التحفيزية لمؤسساتنا وقادتها لتبني نموذج رأس المال الإيجابي، كما هو حاصل بتعيين وزارة للسعادة والهدف منها تحقيق إسعاد المجتمع في دولة الإمارات الشقيقة.