قد يعاني أمر اتخاذ القرار من التراخي أحيانا من قبل أولئك الذين لم يعتادوه، أو ممن لم يعوا التكنيك الخاص بفن ممارسته، وبما أن عملية التدرب على اتخاذ القرارات تحتاج في الأصل إلى قرار آخر، فالأمر بات يحتاج إلى شرارة لحرق طاقة المنع بداخلنا، بالنسبة لي أرى الطاقة الموجودة في كوب “الهوت شوكليت” جديرة بهذا الأمر.

أصبحت الشوكولاتة الساخنة أو كما يسميها البعض “الهوت شوكليت” قصة لهذا الشتاء، وعرفت مؤخرًا أن لهذا المشروب عشاقه الذين ينتظرونه في هذا الموسم بالتحديد. عمومًا، وأنا أتقصد البحث كالعادة، وجدت رصدًا في أحد الحسابات الإلكترونية لحصر أفضل المقاهي التي تُعد “الهوت شوكليت” في مملكة البحرين، وتضمنت الإشارة قصص التميز والإبداع التي وصل إليها أصحاب المشاريع في إعداد هذا المشروب اللذيذ، بإنتاج كور الشوكليت التي تذوب بمجرد إضافة الحليب الساخن، هذا وقد تطور الأمر ليصل نحو إنتاج الكور بنكهات متعددة تلبية لمختلف الأذواق... كل ذلك يصل إلى منازلنا عبر خدمة التوصيل مع كامل المعدات.

بصراحة تامة أخذت قرارًا بألا ينتهي فصل الشتاء هذا العام إلا بعد تجربة الهوت شوكليت من عشرة مقاه على الأقل، وها قد مرت ثلاثة أسابيع حتى الآن، قمت بتجربة عدد لا بأس به، وفي طريقي للمزيد، لكنني لن أتطرق هنا لطريقة الصنع وفنونه فلكم التجربة هنا دون التسويق لأحد منها لأنها فعلاً تستحق التجربة.

المراد هنا يا أعزائي.. ما الذي يجعل قراراتنا صعبة في بعض الأحيان؟ وما الذي يجعلنا نتراخى؟ الإجابة هنا تتمثل في ذوبان طاقة المنع التي تسيطر علينا والبدء في شحن طاقة جديدة عبر استحداث برنامج محدث يتضمن قرارات تحتاج إلى تنفيذ. من وجهة نظري إن القرار عادة يكون لفعل شيء جديد والالتزام فيه، قد يراه البعض حملاً ثقيلاً، خصوصا إن كان بعيدًا عن تحمل المسؤوليات، لذلك فإن عملية التدريب الواعية تتمثل في اتخاذ قرارات صغيرة فيها عنصر التشجيع والتحفيز لضمان الاستمرارية ولتكن بدايتها في عمل محبب مثل مكافأة النفس بكوب من الهوت شوكليت كل أسبوع، وقرار الاستمرار في ذلك حتى الاكتفاء، وبذلك يتحول الأمر إلى عملية قرار ذاتية يقوم بها الإنسان شيئًا فشيئًا لاتخاذ قرارات بسيطة، يعتاد عليها حتى يصل إلى مرحلة الإتقان التام في صنع التكنيكات واتخاذ قرارات أكبر وأعظم أهمية.