العدد 4473
الثلاثاء 12 يناير 2021
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
ورد محمدي
الثلاثاء 12 يناير 2021

التعلق العاطفي هو أحد أسرار العلاقة الروحية بين البشر، وأساس بناء السعادة النفسية، لأنه كما أراه يُولّد علاقة “أنا أشبهك وأنت تشبهني”، حيث يظهر ذلك في السلوكيات وردود الأفعال المشتركة بين شخصين أو أكثر، ولنا من الرسائل العميقة التي تربط القلوب بمواثيق الود والتقدير، كما في حكاية الورد المحمدي ذاته، الذي يرمز إلى الحب والسعادة والحس الروحي الرفيع، ففي ألوانه راحة بصرية تأسر القلوب، وفي رائحته انتعاش جميل يتخلل الروح بكل هدوء، وفي احترافية تصميمه قدرات ربانية خارقة، كذلك التعلق العاطفي تمامًا يجعلنا نعيش تلك الحالة الشعورية التي تتضاعف وتعادل عملية تخدير متكاملة، تجعلنا نهيم كيفما ووقتما نشاء، ما أجملها إن مرت بسلام، وما أخطرها إن تصدعت وتعرضت للانهيار.

فما يصنعه الورد من علاقة جميلة مع محبيه تتصل عند اللقاء بمشاعر تفصح عن فكر بليغ وقلب رهيف وإحساس وفير، هو ذاته ما يصنعه الولع العاطفي، وفي ذلك أسرار كما في الورد المحمدي الذي يمزج في مكوناته ثلاثة أنواع من الورد جاءت حصيلة تهجين يجمع أروع عناصر الانجذاب الرومانسي، والارتباط العلائقي، وهو ما نتجت عنه استخدامات عديدة أثبتت تعلق البشر بهذا النوع من الورد نتيجة ما يحويه من قيمة عالية ورونق جميل، وهي التي تعادل القيمة الحقيقية التي يرسمها البشر بدءًا من التقدير الذاتي والاحترام المتبادل، وما يرسمه من سمو يتنامى بكل صوره التعبيرية التي تشكل أسمى العلاقات البشرية كي تحقق القيمة المعنوية للارتباط الذي يعبر عن التعلق العاطفي الإيجابي بين البشر.

والمتأمل في القاعدة المقصودة هنا بأننا نستطيع أن نطبق قاعدة الورد المحمدي ونصل أقصى درجات التعلق العاطفي، لكن بوزن يتناسب مع اختلاطات الألوان السرية التي جعلت منه وردًا يحظى بمكانة رفيعة بين الورود، لذلك فالأمر هنا يتطلب زيادة في التقدير لمبدأ الارتباط في تكوين العلاقات التي تنشأ معها العديد من المشاعر وتتلون بألوان الحب الذي يحول تعلقنا وارتباطنا البشري إلى شغف وسلوك لا نستطيع الاستمرار بدونه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .