العدد 4468
الخميس 07 يناير 2021
banner
نقطة ارتكاز د. غسان محمد عسيلان
د. غسان محمد عسيلان
العرب وحصاد 2020م (2)
الخميس 07 يناير 2021

شهد عالمنا العربي في عام 2020م رحيل عدد من زعمائه البارزين من بينهم السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان الذي رحل عن عالمنا بعد معاناة مع المرض، كما توفي الرئيس المصري السابق حُسني مبارك في أعقاب عملية جراحية أجريت له، كما أعلن عن وفاة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في الولايات المتحدة الأميركية عن عمرٍ ناهز 91 عامًا بعد صراع مع المرض كذلك.

وربما كان عام 2020م الأسوأ بالنسبة لدولة لبنان الشقيقة بعد سنوات الحرب الأهلية فيها؛ إذ شهدت العاصمة اللبنانية بيروت انفجارًا ضخمًا في مرفئها في شهر أغسطس 2020م، ووقع الانفجار الهائل في أحد مخازن المرفأ الذي كان يضم شحنة ضخمة من مادة “نترات الأمونيوم” وخلَّف حُفرةً عرضها نحو 140 مترا امتلأت على الفور بمياه البحر، وشهد المرفأ والأحياء القريبة منه دمارًا هائلًا، وفي غضون دقائق سويت المستودعات وصوامع الحبوب والغلال في المنطقة بالأرض، كما انهارت الأبنية والمنازل المحيطة بموقع الانفجار، ولقي نحو 140 شخصًا مصرعهم، وأصيب المئات بجروح، وشهدت منطقة الميناء دمارًا مروعًا من شدة الانفجار.

ولم تنتهِ سنة 2020م حتى فاجأتنا بريطانيا بظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا أسرع انتشارًا، الأمر الذي تسبب في تزايد عدد الإصابات بالفيروس في بريطانيا؛ ما اضطر السلطات إلى إعلان الإغلاق مرة أخرى في أجزاء من البلاد أصبحت معزولة تمامًا عن العالم مجددًا، وذلك خوفًا من تفشي السلالات الجديدة التي ترافق ظهورها مع بدء أخذ الناس لقاح كورونا في عدد من الدول، لكن السلالات الجديدة ألقت مخاوف كثيرة من فقدان اللقاح فائدته مع هذه السلالات الجديدة من الفيروس.

وأدى الانتشار لسلالة فيروس كورونا الجديدة إلى رفع مستوى القيود المفروضة على الاختلاط بين البشر، ودفع ذلك عشرات الدول إلى حظر السفر من وإلى بريطانيا التي فرضت سلطاتُها إجراءات إغلاق وتباعد اجتماعي مشددة لمكافحة تفشي الفيروس على نطاق واسع كما حدث أثناء الموجة السابقة من الجائحة، خصوصا أن هذه السلالة الجديدة أكثر قدرة على الانتشار من السلالة الأولى من (كوفيد - 19)، لذا يخيِّمُ الخوف مجددًا على الناس في أنحاء العالم.

ورغم هذه الصور السلبية التي تركها عام 2020م في وجداننا إلا أن هناك ما يدعو إلى التفاؤل، فرغم ظروف الجائحة البائسة عالميًّا فقد كانت آثارها السلبية أقل حِدةً في عالمنا العربي، كما تمكنت غالبية الدول العربية بفضل الله تعالى من تجاوز آثار الجائحة، وهناك مؤشرات إيجابية تدل على أن عام 2021م سيكون بإذن الله تعالى أفضل وأكثر خيرًا لشعوب المنطقة، ومن بشائر العام الجديد انعقاد القمة الخليجية في محافظة العُلا السعودية، ودعوة الشقيقة مصر لحضور هذه القمة الاستثنائية، الأمر الذي يُبشر بتعميق العلاقات الخليجية والعربية، وتجاوز البيت الخليجي والعربي بعض متاعبه في السنوات الأخيرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .