لا أعتقد أن إعلان المبعوث الأممي السادس لليبيا اعتذاره عن تولي المنصب الشاغر منذ تسعة أشهر كان مفاجئا للمجتمع الدولي، حيث أوضح الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ميلادينوف أن اعتذاره عن قبول المنصب يرجع لظروف عائلية، لكن من الواضح أن الدبلوماسي البلغاري تيقن من أن مهمته لن تكون أفضل من سابقيه الستة إذا ما أضفنا القائم بمهام المبعوث الأممي لليبيا ستيفاني وليامز للقائمة والتي تقوم بمهام المبعوث منذ أكثر من تسعة أشهر، حيث إنه من الاستحالة أن تتكلل مهمته بالنجاح في ظل الأوضاع الحالية، والتي تتمثل في هيمنة الأطراف الخارجية والقوى الدولية من غير الأمم المتحدة على صنع القرار السياسي في ليبيا، ما يجعل نجاح مهمة أي مبعوث دبلوماسي أممي شبه مستحيلة.

تغلغل الأطراف الخارجية التي رأت في الخلاف الليبي-الليبي فرصة لبسط نفوذها وهيمنتها واستغلال الأراضي الليبية لتصفية خلافاتها بالإضافة لسرقة خيرات ومقدرات الشعب الليبي يحرم الليبيين من أية فرصة يمكن لأي مبعوث أممي تقديمها، ذلك بسبب عدم قدرة الأطراف الليبية على اتخاذ أي قرار يخدم مصالحها، حيث تحرص الأطراف الخارجية على أن يصب أي قرار أو مشروع يتم تبنيه في صالحها هي فقط دون النظر في ما هو في صالح ليبيا، ما يحرم الليبيين دائما من الحصول على أية فرصة لحلحلة الأزمة الليبية التي ستكمل عامها العاشر.

مرتزقة الأطراف الخارجية متواجدون في ليبيا على مرأى ومسمع العالم بأسره فأخبار تواجد هؤلاء المرتزقة باتت تذاع علانية على قنوات الأخبار الرسمية دون خوف أو اكتراث بالأمم المتحدة التي طالبت ونادت من خلال مجلس الأمن مراراً وتكراراً بانسحاب جميع الأطراف المنخرطة عسكريا من الأراضي الليبية.

تمتلك الأمم المتحدة في ليبيا بعثة سياسية لا يزيد عدد منتسبيها عن المئتي شخص، أعتقد أن الوضع اليوم يحتم التدخل العسكري تحت مظلة دولية في ليبيا حيث بات من الواضح أنه لا يمكن لأية بعثة أممية النجاح في ظل العبث الخارجي في الأراضي والمقدرات الليبية.