+A
A-

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ركيزة لتعافي الاقتصاد بعد “كورونا”

الشعلة‭: ‬ثلاثة‭ ‬تحديات‭ ‬رئيسة‭ ‬تواجه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة

 

أكد‭ ‬مشاركون‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬الدولية‭ ‬الثانية‭ ‬للاتحاد‭ ‬العالمي‭ ‬لمنظمات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬“اليونيسمو”‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الخاصة‭ ‬بدول‭ ‬غرب‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬والتي‭ ‬عقدت‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬“زووم”،‭ ‬بمشاركة‭ ‬متحدثين‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬والعالم،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬ستكون‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لمرحلة‭ ‬تعافي‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بعد‭ ‬جائحة‭ ‬“كوفيد‭ ‬–‭ ‬19”‭.‬

واشار‭ ‬المتحدثون‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬التي‭ ‬ناقشت‭ ‬“إعادة‭ ‬افتتاح‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬وفرص‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة”‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬والجهات‭ ‬المنظمة‭ ‬وصناع‭ ‬الساسية‭ ‬عليهم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬“العودة”‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة،‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسهيل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التمويل‭ ‬وفتح‭ ‬الأسواق؛‭ ‬لخلق‭ ‬الوظائف‭ ‬وتسريع‭ ‬عملية‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬والجهات‭ ‬المختلفة‭ ‬قدمت‭ ‬دعما‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الجائحة‭. ‬وشارك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬مشاركا‭ ‬من‭ ‬متحدثين‭ ‬وممثلين‭ ‬منظمات‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية،‭ ‬ومن‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬بينها‭ ‬البحرين،‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬المكسيك،‭ ‬فرنسا،‭ ‬نجيريا‭ ‬وسويسرا‭.‬

وقال‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬العالمي‭ ‬لمنظمات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ (‬اليونيسمو‭)‬،‭ ‬عبدالنبي‭ ‬الشعلة،‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬إنه‭ ‬“في‭ ‬الندوة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬كنا‭ ‬متفائلين‭ ‬بإعادة‭ ‬افتتاح‭ ‬الأسواق،‭ ‬هذا‭ ‬التفائل‭ ‬تكلل‭ ‬بنجاح‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬أول‭ ‬لقاح‭ ‬للكورونا‭ ‬بنسبة‭ ‬90‭ %‬،‭ ‬مع‭ ‬انتخاب‭ ‬بايدن‭ ‬رئيسا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬الجيدة”‭.‬وأوضح‭ ‬الشعلة‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬تلقى‭ ‬ضربة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬قائلا‭ ‬“دعونا‭ ‬نصلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬الأسوأ‭ ‬قريبًا،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الانتعاش‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬والتشافي‭ ‬السريع‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬انكماش‭ ‬عالمي‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي”،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬تدابير‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الحذر‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الوباء‭ ‬وما‭ ‬يقابلها‭ ‬من‭ ‬إغلاق،‭ ‬يتم‭ ‬إعادة‭ ‬فتح‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬تدريجيا‭ ‬للأعمال‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬إغلاق‭ ‬طويل‭ ‬ومؤلِم‭.‬

وتابع‭ ‬الشعلة‭ ‬أنه‭ ‬“على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬ربما‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬العودة‭ ‬الكاملة،‭ ‬فإننا‭ ‬نشعر‭ ‬بالتشجيع‭ ‬بعد‭ ‬المستويات‭ ‬القياسية‭ ‬للتحفيز‭ ‬المالي‭ ‬العالمي،‭ ‬والذي‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬10‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬انخفاض‭ ‬معدل‭ ‬الفائدة‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬التضخم‭. ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬تخلق‭ ‬بيئة‭ ‬إيجابية‭ ‬للتعافي‭ ‬السريع”،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬اكتشاف‭ ‬لقاح‭ ‬جديد”‭.‬

وأكد‭ ‬الشعلة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬انتعاش‭ ‬اقتصادي‭ ‬حقيقي‭ ‬وكبير‭ ‬دون‭ ‬إيلاء‭ ‬الأولوية‭ ‬القصوى‭ ‬لقطاع‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬حيث‭ ‬تمثل‭ ‬95‭ ‬‭% ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الشركات،‭ ‬وهي‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬فيه‭ ‬غالبية‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬فيها‭ ‬توليد‭ ‬الأفكار‭ ‬وخلق‭ ‬الوظائف‭ ‬الجديدة”‭. ‬وأكد‭ ‬أهمية‭ ‬مواصلة‭ ‬الدعم‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬ومساعدتها‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬وظائف‭ ‬وفرص‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الصعبة‭. ‬ورأى‭ ‬الشعلة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬لتحقيق‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬مواصلة‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬التحديات‭ ‬الرئيسة‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬بشكل‭ ‬رئيس،‭ ‬منها‭ ‬نقص‭ ‬التمويل،‭ ‬ونقص‭ ‬الخبرة،‭ ‬والحواجز‭ ‬أمام‭ ‬التجارة‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭. ‬

واستطرد‭ ‬قائلا‭ ‬“من‭ ‬المهم‭ ‬للغاية‭ ‬للتعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬السريع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تدابير‭ ‬لدعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬لتعمل‭ ‬بكامل‭ ‬طاقتها”‭.‬

وسلط‭ ‬الشعلة‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬قطاع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬الاكثر‭ ‬تضررا‭ ‬من‭ ‬الجائحة،‭ ‬حيث‭ ‬تمثل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬98‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتساهم‭ ‬نحو‭ ‬52‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬المنسق‭ ‬العام‭ ‬للاتحاد‭ ‬العالمي‭ ‬لمنظمات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬العالمي،‭ ‬عبدالحسن‭ ‬الديري،‭ ‬على‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬بقطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬والأسواق‭ ‬العالمية،‭ ‬حيث‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬موجات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المستقبلية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التقنية‭ ‬والرقمنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭. ‬وبالتالي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نستعد‭ ‬للمرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬بالتحدي‭ ‬ولابد‭ ‬لقطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬والمتوسطة‭ ‬ورواد‭ ‬الأعمال‭ ‬أن‭ ‬يأخذوا‭ ‬بدفة‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬يدا‭ ‬بيد‭ ‬مع‭ ‬الحكومات‭ ‬والمنظمات‭ ‬والدولية”‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬الممثل‭ ‬المقيم‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬ستفيناو‭ ‬بيتانتو،‭ ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬قامت‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬الجيدة‭ ‬لمساعدة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬محال‭ ‬مسرعات‭ ‬الأعمال‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جهة‭ ‬داعمة‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحدي‭ ‬البحرين‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬سوقها‭ ‬صغيرة؛‭ ‬ولذلك‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أسواق‭ ‬كبيرة‭ ‬ومع‭ ‬وجود‭ ‬أسواق‭ ‬مجاورة‭ ‬مثل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬فرصا‭ ‬جيدة‭. ‬وأشار‭ ‬بيتانتو‭ ‬إلى‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬160‭ ‬دولة،‭ ‬ومنها‭ ‬البحرين‭ ‬ومع‭ ‬جهات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمعرفة‭ ‬أبعاد‭ ‬الجائحة،‭ ‬ومنها‭ ‬دراسة‭ ‬أعدتها‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مركز”‭ ‬دراسات”،‭ ‬والتي‭ ‬أظهرت‭ ‬أن‭ ‬نحو‭ ‬59‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المستطلعة‭ ‬آراؤها‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬إيراداتها‭ ‬بنحو‭ ‬النصف‭. ‬وشدد‭ ‬المسؤول‭ ‬الأممي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اتباع‭ ‬وسائل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬والرقمنة‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أحد‭ ‬المخارج‭ ‬الممكنة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬والمستقبلية‭.‬